المباني التاريخية، ليست حصى وجدراناً، بل هي قصص تحكي التراث، لذلك، نظمت هيئة دبي للثقافة والفنون، وبالتنسيق مع جمعية التراث العمراني، وانطلاقاً من مشروع تفعيل حي الفهيدي التاريخي، ندوة بعنوان «التراث العمراني في الوطن العربي»، والتي ضمت مجموعة من المهندسين والمتخصصين في مجال التراث العمراني، لنشر الوعي حول التراث العمراني في الوطن العربي وتطوره.
الندوة التي أقيمت أول من أمس، أدارها عبر برنامج «زوم»، المهندس رشاد بوخش، وتم اختيار 8 أشخاص من دول مختلفة للمشاركة، وهم: محمد العيسائي من سلطنة عمان، والمهندس أحمد محمد من إمارة دبي، والدكتور محسن القرني من السعودية، والدكتورة سهير حواس من مصر، والدكتور أحمد قاسم من العراق، والدكتورة ياسمين ماكارون من لبنان، والمهندس منتصر جمور من تونس، ومحمد فؤاد من المغرب.
مليون موقع
استهل الندوة، فهد المعمري من هيئة دبي للثقافة، بمقدمة عن فعاليات ونشاطات الهيئة، ثم استعرض المهندس رشاد بوخش، مقدمة عن التراث العمراني في الوطن العربي، وذكر أن هناك ما لا يقل عن مليون موقع تراثي أثري في الوطن العربي، من المشرق إلى المغرب العربي، وخصوصاً المدن العريقة، مثل بغداد وصنعاء ودمشق والقيروان، وكل هذه المدن، تحتوي أكثر من 10 آلاف موقع تاريخي، تشمل القلاع والحصون والبيوت، وغيرها من الأماكن، وكل موقع من هذه المواقع، وعلى مدى ألف و800 سنة، تحكي قصة مجد وافتخار لصاحب البيت أو القلعة، والأمور التاريخية التي مرت بها، ومن عاش بها، والحوادث التي مرت عليها، وأيام النصر وغيرها.
5 بنود
وتحدث الضيوف عن 5 بنود أساسية، وهي، أولاً: عدد المواقع التاريخية الموجودة في دولهم، ثانياً: أهم المباني التاريخية 5 إلى 10 نماذج، ثالثاً: القوانين للحفاظ على الآثار والتراث، رابعاً: المشاريع الحالية التي يتم العمل عليها، خامساً: المشاريع المستقبلية.
وبعد الندوة، كانت هناك نصف ساعة للمناقشة، وكان الحضور فوق المتوقع، حيث وصل عددهم 582 شخصاً، من عدة عربية دول مختلفة، إضافة إلى بعض المشاركين من فرنسا وبريطانيا والمكسيك وأمريكا، كما سيكون هناك رابط محفوظ على الإنترنت، لمن يريد مشاهدة الندوة، ليستفيد من المواضيع.
نبض الماضي
وبسؤال «البيان»، المهندس رشاد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في دولة الإمارات، عن أهم ما يميز التراث العمراني في الدولة، قال: التراث العمراني، هو جميل ومبدع، هو نبض الماضي، وروح الحاضر، وإلهام المستقبل، وأمة بلا تراث، هي أمة بلا حضارة وجذور، وهذا التراث، هو أمانة في أعناقنا، ولا بد أن نحافظ على هذا التراث، حيث إن في الإمارات ما يقرب من 3500 موقع تاريخي وأثري، وأكثر من 1000 موقع يتم ترميمها حالياً في الدولة، من أبوظبي إلى الفجيرة، وهناك اهتمام كبير من أصحاب السمو الحكام، ومن دوائر التراث والمتاحف والآثار، وتجلى ذلك الاهتمام، في آخر 10 سنوات، لأن المباني التاريخية هي لغة الماضي، حيث نستذكر منها: حصن الفهيدي، وقصر الحصن، والحصون والقلاع والأبراج الموجودة في كل إمارة، وكل بيت وكل حجر، يحكي حكاية من التاريخ، وهو جزء من تاريخ الإمارات، سواء مسجد أو قلعة أو سوق أو مدرسة.
198 متحفاً مفتوحاً
وتابع: الإمارات فيها الكثير من التراث العمراني المتنوع، فهناك التراث الساحلي، والتراث البدوي والجبلي والريفي، ومبانٍ مختلفة من قلاع وأبراج وأسواق، ومن أهم المشاريع التي يتم ترميمها حالياً، منطقة الشندغة، وذلك بأوامر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث أمر بأن تتحول المنطقة بكاملها (198 بيتاً)، إلى متحف مفتوح، وهذا سيكون من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم، إضافة إلى أكثر من 30 متحفاً في منطقة واحدة، ويمكن للزائر أن يقضي عدة أيام فيها، لتوافر الفنادق التراثية والمطاعم التراثية، وتضم كل ما يتعلق بالتراث، من تراث البادية أو الساحل أو البحر، وجزء من هذه المتاحف، تم افتتاحه من بلدية دبي، بالتنسيق مع هيئة دبي للثقافة، والباقي سيكون جاهزاً للسنة القادمة، استعداداً لإكسبو 2021.
ومن المشاريع الكبيرة حالياً، الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، وبدعم من صندوق صاحب السمو رئيس الدولة، وهناك أكثر من 100 مبنى تاريخي، يتم العمل عليها، إضافة إلى ترميم مدينة خورفكان القديمة في إمارة الشارقة، وبيت الشيخ محمد بن خليفة في العين، وترميم مدينة أم القيوين التاريخية القديمة بالكامل، إضافة إلى إمارة عجمان، التي تعمل على مشاريع تراثية وتاريخية بجانب بالحصن.