في مثل هذه الأيام، وتحديداً قبل عام، أفاقت الساحة الأدبية على خبر رحيل الكاتبة الإماراتية مريم جمعة فرج، خبر أوجع كل من عرفها وتعلق بحكاياتها وقرأ سطوراً من قصصها، خبر أصاب الساحة الأدبية بالألم، حيث تركت الزميلة مريم «فيروز» وحيدة، بعد أن أبدعت في اختيار كلماتها وصاغت سطورها بذكاء شديد.

الزميلة الراحلة مريم فرج «قلم إبداعي نادر»، كما يصفها الإعلامي وليد المرزوقي، في حلقة برنامجه «بصمة قلم» التي تعرض مساء الخميس على قناة سما دبي، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، والتي خصصت لتأبين الراحلة بمناسبة مرور عام على رحيلها، متوجاً الحلقة بعديد الشهادات التي يدلي بها زملاء عرفوا مريم وعايشوا تجربتها عن قرب.

يقول وليد المرزوقي لـ «البيان»: «اختيارنا للزميلة الراحلة مريم لتكون نجمة حلقة البرنامج لهذا الأسبوع، نظراً لما تركته من بصمة لافتة في المشهد الأدبي المحلي، فهي تعد أيقونة القصة القصيرة على مستوى الإمارات، استطاعت أن تترجم عشقها للكتابة، ونجحت في تقديم مجموعة أعمال أدبية لا تزال حاضرة في ذاكرة الجميع حتى اللحظة».

ويضيف: «بتقديري أن للزميلة الراحلة مريم حكاية وتجربة ثرية، يجب أن يتم الإضاءة عليها، وتوثيقها لتكون مرجعاً للأجيال المقبلة، خاصة وأنها لم تتردد في سبعينات القرن الماضي في قرار استكمال تعليمها الجامعي». وتابع: «كل من يعرف مريم جمعة فرج، يعرف أنها امرأة مكافحة، حيث أشرفت على تربية أشقائها وعددهم 11، بعد رحيل والدها، وكانت لهم السند والذخر والحضن الدافئ».

يشير المرزوقي إلى أن حلقة مريم جمعة فرج التي تولت إخراجها ميرفت سرحان، ستكون ثرية للغاية، قائلاً: «للحديث عن مريم آثرنا طرق أبواب عدد من زملائها الذين عرفوها عن قرب وعايشوا تجربتها الأدبية، وفي الحلقة نستعرض شهادات الدكتور حمد بن صراي، وكذلك القاص الإماراتي إبراهيم مبارك، الذي يعد أحد رفاق دربها، إضافة إلى الشاعرة شيخة المطيري، والذين أدلوا بشهادات ثرية في حق الزميلة الراحلة».

تفاصيل الحلقة التي يقف خلف كاميراتها المصور شادي كوكش، لن تكون قاصرة على ما تفيض به شهادات زملاء مريم، وبحسب المرزوقي سيتم التطرق أيضاً إلى تجربتها، واستعراض مجموعاتها القصصية.

وقال: «امتاز أسلوبها القصصي بالمزج بين حداثة القصة كما عرفتها من خلال الدراسة الأكاديمية، وما استوعبته من قراءات ثقافية معمقة، وقدمتها بنكهة عربية وخليجية فيها الكثير من رومانسية القاص في إخلاصه للبيئة، ونقله لكثير من الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة آنذاك»، مبيناً أن مريم كانت من أوائل الذين كتبوا القصة القصيرة في الإمارات، مشيراً أنها قدمت في 1984 أول قصة لها بعنوان «فيروز»، وقال: «تعد (فيروز) أشهر قصة قدمتها مريم، حيث تناولت فيها الحياة القديمة في دبي والتحول من مهنة الغوص إلى مهنة عبار بواسطة العبرة في خور دبي»، مضيفاً: «في هذه المجموعة رصدت مريم واقع حياة القوى العاملة التي تكافح من أجل لقمة العيش». وتستعرض الحلقة تجربة مريم في كتابة المقالات.