شارك الفنان الإماراتي مرعي الحليان مع نخبة من الفنانين في العمل الملحمي (خورفكان)، المستوحى من مؤلف تاريخي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حول مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي، حيث أدى الحليان شخصية الملثم. وقد انبهر بالمونولوج الخاص بهذه الشخصية، كما قال، رغم حضورها في ثلاثة مشاهد..وفي حواره مع "البيان"، يحكي مرعي الحليان عن قيمة هذا العمل مؤكداً أن العمل يمثل انطلاقة نوعية حقيقية للسينما الإماراتية الاحترافية.
لو تحدثنا بنبذة عن العمل الملحمي (خورفكان)..
فيلم خورفكان مقتبس عن مؤلف تاريخي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويتناول مقاومة أهالي خورفكان للغزو البرتغالي في سبتمبر من العام 1507، وكيف صمدت تلك المدينة وأهلها في مقابل مدافع السفن البرتغالية، وما تعرض له أهالي خورفكان من تنكيل على يد الغزاة، حيث يركز الفيلم على تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها الأهالي في سبيل الذود عن ترابهم وقصة الفيلم تستند إلى وقائع تاريخية ومفصلية في تاريخ المنطقة..
كيف تصف مشاركتك في الفيلم في شخصية (الملثم)؟
صور الفيلم على مرحلتين، كنت مرشحاً في المرحلة الأولى لدور آخر، إلا أن ظروفي أفقدتني تلك الفرصة الثمينة، وحينما جاء موعد تصوير المرحلة الثانية من الفيلم أصر الفنان والمخرج محمد العامري على أن لا أفوت هذه الفرصة، وبالفعل تم إسناد دور الملثم لي، وبالرغم من انه دور قصير يظهر في ثلاثة مشاهد في الفيلم فقط، إلا أن الشخصية تكتنز بالمشاعر نتيجة ما تعرضت له من قطع الأنف والأذن من قبل الجنود البرتغاليين، وأكثر ما أبهرني هو صياغة المونولوج الذي يتحدث به الملثم، فهو حديث معبر، مشحون بالكلمات ذات الدلالات العالية، وهذا ما حفزني لأدائه..
وكيف تقيم هذه التجربة في هذا العمل الملحمي؟
فيلم خورفكان هو الانطلاقة الحقيقية للسينما الاحترافية في الإمارات، بالرغم من وجود تجارب سابقة عديدة، إلا أنها تفتقد للغة السينما الاحرتفية النوعية، هي محاولات يشكر أصحابها عليها، لكنها اقتربت من التلفزيون أكثر، فالسينما لها إيقاعها الخاص ومعالجاتها الفنية الخاصة. ولهذا يعد فيلم خورفكان هو الانطلاقة الحقيقية لسينما إماراتية احترافية.
ما أهمية التركيز على الأعمال التي تتناول تاريخ المنطقة؟
كثيرون يعتبروننا دولة ناشئة، دولة جديدة، وكأننا نبتنا من الأرض مثل الفطر، ويقيمون عمر دولتنا بعمر قيام الاتحاد، وهذا خطأ كبير، النهضة بدأت مع الاتحاد، لكن عمر الأرض وعمر الإنسان الإماراتي في الأرض يمتد لآلاف السنين، هناك تاريخ ضارب في عمق الزمن، وهناك أحداث، وإنسان المنطقة مر بقصص وحكايات وبطولات، ومن المهم جداً أن يستعاد هذا التاريخ من خلال الفن، فيلم خورفكان اليوم شاهده مئات الآلاف من الإماراتيين من جيل الشباب والأطفال، وتنبهوا إلى عمق تاريخهم وأهميته وهذا ما يبرر الإعجاب بالفيلم والإقبال عليه..
مع جائحة «كورونا» كيف ترى الحراك الفني في الساحة الإماراتية؟
هناك ركود فني قاتل ولا يحتمل، وبدأ الفنانون يشعرون به، بالرغم من أن بلدنا يعد اليوم من أوائل الدول التي تعاطت مع مخاطر هذه الجائحة إلا أن إغلاق المسارح وتوقف النشاط الدرامي يحزن الفنانين المتلهفين لجمهورهم. هي حالة عامة وعلينا الالتزام بها حتى نتخطى هذه المرحلة، فقد أثرت الجائحة على توقف ما يقرب من خمسة مهرجانات مسرحية، وتوقف الموسم المسرحي ونأمل أن تعود الحياة الفنية من جديد.
هل من أعمال سينمائية مقبلة؟
بالنسبة لي انتظر إطلاق فيلم (تحت الشمس) للمخرجة نهلة الفهد والتي سعدت بالعمل معها إلى جانب الزملاء الفنانين، فهذا الفيلم واعد وأعتقد أنه سيحقق حضوراً مهماً، مؤخراً انتهى الفيلم من عمليات المونتاج والمكساج وتصحيح الألوان، وهو جاهز للعرض لكن متى؟ هذا ما انتظره على أحر من الجمر..