استبعد البروفيسور الإماراتي عبد السلام أبو بكر البلوشي، استشاري جراحة الأعصاب في الولايات المتحدة الأمريكية، إمكانية زرع شريحة بأمان في المخ البشري خلال 6 أشهر فقط، بحسب ما أعلن عنه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، من أن شركته Neuralink، ستكون جاهزة لتثبيت أول شريحة بحجم العملة المعدنية في الدماغ البشري، تتواصل مع الأجهزة الأخرى، وبالكمبيوتر مباشرة، من خلال التفكير، لإعادة الحركة للمصابين بالشلل خلال النصف الأول من عام 2023.
وقال البروفيسور البلوشي: إن مشروع ماسك، رغم أنه من المشاريع الطبية المبتكرة والواعدة، التي ستساعد المصابين بالشلل على استعادة الحركة، إلا أن المشروع يحتاج إلى مزيد من دراسات السلامة والوقت، وذلك لأننا نتعامل مع عملية دماغية معقدة، قد ترتبط بالعديد من المخاطر والمضاعفات غير المتوقعة، علماً بأن هذه التجربة ذاتها، عندما أجريت على الحيوانات، حدثت العديد من المضاعفات، مثل الصرع والسكتة الدماغية والنزيف والالتهابات، ونفوق العديد من حيوانات التجارب، ما يؤكد أن المشروع ليس من السهل اختباره على البشر، خاصة إذا كانت سلامة المريض ضرورة مسبقة، مشيراً إلى أن الدماغ البشري ليس آلة إلكترونية، يمكن أن نستبدل التالف منها بالجديد بهذه الطريقة.
تجارب
وأكد البروفيسور عبد السلام البلوشي، أن المشروع، بالرغم من أهميته المستقبلية، سيواجه العديد من المشاكل خلال التجارب البشرية، خلال الفترة التي تم الإعلان عنها، مشيراً إلى أن هذه العملية، ستتم لمرضى الشلل النصفي أو الشلل الرباعي، من خلال فريق طبي خاص، وباستخدام روبوت من إنتاج شركة Neuralink، والذي يقوم بتركيب شريحتين في الدماغ، لأن الجانب الأيمن من الدماغ، يتحكم في الجانب الأيسر من الجسم، والعكس بالعكس، ومن ثم يتصلان بالشريحة الثالثة، التي يتم وضعها بعيداً عن موقع إصابة الحبل الشوكي للسماح بحركات الأطراف.
ولفت إلى أن إمكانية استبدال هذه الرقائق بعد تثبيتها بشرائح أخرى محدثة، تضعنا أمام تحدٍ آخر، لأن ذلك يتطلب عملية جراحية أخرى في موقع به ندوب بالفعل، وأن سحب الخيوط المضمنة الموجودة في الدماغ، يمكن أن تسبب إصابة الدماغ بنزيف أو نوبة صرع.
وفي نفس السياق، كان الجراح الإماراتي الدكتور عبد السلام أبو بكر البلوشي، قد أعلن مؤخراً عن براءة اختراع خاصة به، تم تسجيلها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي عبارة عن اختراع، قال: إنه سيحدث ثورة في الطب الحديث، وفي الخيارات المتاحة للمرضى الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي والشلل، واستخدم فيها تكنولوجيا جديدة مخصصة للمرضى المسنين غير القادرين على الحركة أو المشي، ليكون لديهم خيار التحرك والحركة بسهولة أكبر باستخدام الهيكل الخارجي، والأهم من ذلك، أنها لن تتطلب أي جراحة أو المضاعفات المرتبطة بالجراحة.
تقنية
وأكد الدكتور عبد السلام البلوشي في تصريحات سابقة لـ «البيان»، أن اختراعه الجديد، يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي، من خلال ربط دماغ المريض بواجهة إلكترونية، وهيكل خارجي يمكّنه من الحركة والمشي، على الرغم من إصابته بالشلل، مشيراً إلى أن إجمالي حجم السوق المتوقع، الذي يمكن معالجته باستخدام هذا الجهاز الثوري في الولايات المتحدة وحدها، يبلغ 200 مليار دولار.
وأبلغ الجراح عبد السلام البلوشي «البيان»، أنه بالنظر إلى أن المالك الرئيس للملكية الفكرية لهذه التكنولوجيا، هو إماراتي، فإنه يريد إطلاق النموذج الأول لهذا الاختراع المميز في دولة الإمارات، بحيث يكون الجهاز متوفراً من الإمارات لجميع المرضى حول العالم، لافتاً إلى أن لحظة إطلاق هذه التكنولوجيا الجديدة، ستكون مصدر فخر لدولة الإمارات.
يشار إلى أن الجراح الإماراتي عبد السلام البلوشي، أكمل دراسته الطبية في جامعة رايت ستيت في دايتون، ثم تدرب في كليفلاند كلينيك في كليفلاند بولاية أوهايو، ثم استكمل تدريبه في جراحة الأعصاب في جامعة لويزفيل في لويزفيل، وحصل على زمالة معقدة في العمود الفقري من جامعة لويزفيل كنتاكي، ومن ثم أكمل زمالة في العمود الفقري والأعصاب المحيطية في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، ماريلاند، وللدكتور البلوشي اهتمام خاص باستخدام الذكاء الاصطناعي في جراحة العمود الفقري المعقدة، والصدمات العصبية، وأورام المخ وأمراض الأعصاب الطرفية طفيفة التوغل.