وجد علماء الآثار في جامعة كامبريدج البريطانية مدينة رومانية كاملة مهجورة منذ العصور الوسطى كانت قد طمرت بالكامل تقريباً تحت الأرض، وتم العثور عليها بفضل رادار قادر على اختراق التربة.

وحدد الباحثون على الموقع الإلكتروني للجامعة الثلاثاء الماضي موقع مدينة "فاليري نوفي" الرومانية القديمة، شمال روما، تم بفضل جهود مشتركة بين باحثين بريطانيين وجامعة غاند في بلجيكا وباستخدام رادار جيولوجي متقدم.

قبل أن يتم هجرها عام 700 بعد الميلاد، كانت فاليري نوفي مدينة مزدهرة عاشت فيها عدة أجيال من المواطنين الرومان لما يقرب من ألف عام، بحسب "مونت كارلو".

ولا تزال نتائج وبيانات الأبحاث حول المدينة قيد المعالجة، حيث تتكون التحليلات الميدانية من 28.68 مليار نقطة، ولا تزال الدراسة بعيدة عن الاكتمال لكن العلماء حققوا بالفعل اكتشافات مثيرة للإعجاب.

وبفضل التقنية المستخدمة​​، تمكن الباحثون من الكشف عن موقع مساحته 300 ألف متر مربع تضمن حمامات وأسواقاً ومعابداً وشبكة من الأنابيب التي تربط القناة المائية بالحمامات. ومن خلال تعديل عمق الرادار، تمكنت الفرق العلمية من تحديد التغيرات التي شهدتها المدينة بمرور الوقت.

وبحسب بعض الباحثين، تمتعت المدينة بـ "بنية متطورة" أكثر تقدماً مما يلاحظ عادة في المدن الرومانية الصغيرة. ومن بين أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة في المدينة، مبنى بعرض 90 متراً وارتفاع 40 متراً لم يعرف بعد الغرض من بنائه.

وقال عالم الآثار مارتن ميليت، المشارك في الدراسة: "إن المستوى المذهل من التفاصيل الذي أعدنا من خلاله تشكيل المدينة، وكذلك الاكتشافات المدهشة التي حققها الرادار، تظهر أن هذا النوع من الدراسة يمكن أن يغير طريقة تحليل علماء الآثار للمواقع الحضرية".