أقرّت هيئة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة علاجاً جديداً للسرطان هو الأول من نوعه، لكونه يعتمد على علاج المرض من المنبع، بمعنى علاج الطفرة الجينية المسببة للورم السرطاني.

وليس الورم نفسه. يستهدف العلاج الجديد، الذي يحمل اسم «فيتراكفي»، كل مناطق الجسم التي تحمل خصائص جينية معيّنة تشير إلى احتمالات الإصابة بأورام سرطانية، وبالتالي لا يصلح «فيتراكفي» لعلاج سرطان الثدي والرئة والقولون.

ويعالج «فيتراكفي» طفرات جينية متنوعة، ومنها طفرة تسمى «إن تي آر كيه»، تؤدي في بعض الأحيان إلى تجمع الجينات المسؤولة عن الإصابة بالأورام السرطانية، فتبدأ الأورام في النمو ومهاجمة خلايا الجسم على نحو غير قابل للسيطرة، وهنا تحدث الإصابة بالمرض.

وقال د. ديفيد هايمان، رئيس قسم تطوير الأدوية المبكرة بمركز «ميموريال سلون كيترينغ» لعلاج السرطان في نيويورك: «كنا نعالج مرضى السرطان تقليدياً باستهداف أجزاء من أجسامهم التي انتشرت فيها الخلايا السرطانية، وما يتفرد به «فيتراكفي»، هو أنه يعمل بصرف النظر عن الجزء الذي شهد نمو الورم السرطاني، طالما وُجِدَت الطفرة الجينية المحددة المسؤولة عن هذا الورم».

وبدوره، قال د. سكوت غوتليب، مفوّض هيئة الغذاء والدواء: «يُعدّ اعتماد «فيتراكفي» خطوة جديدة في تحوّل مهم نحو علاج الأورام السرطانية استناداً إلى خصائصها الجينية، وليس موقع نموها داخل الجسم».

ولن يكون سعر «فيتراكفي» رخيصاً في أول الأمر، إذ أفادت شركة «باير» الألمانية لصناعة الأدوية، التي ستشارك في تصنيعه، بأن العلاج باستخدامه على مدى عام كامل سيتكلف 393.600 دولار، كما سيتوافر أيضاً في صورة تركيبة شراب للأطفال يبلغ سعر الجرعة الشهرية منها 11.000 دولار.