يعاني الكثير من نجوم الكرة، ضغوط الأضواء والشهرة التي تفرض عليهم التحلي بسلوكيات وحياة ترضى عنها الجماهير ومسؤولو اللعبة، وهي أمور لا يتحملها البعض منهم، خاصة بعد تحول اللعبة من الهواية إلى الاحتراف، وازدياد ضغوط «السوشيال ميديا»، والتي سهلت الوصول للنجوم، وهنا يكون العلاج في اللجوء إلى الطبيب النفسي، للمساعدة على مواجهة تلك الضغوط، والنجاة من الاكتئاب وأفكار الانتحار، مثلما حدث مع روبرت إنكه حارس مرمى هانوفر الألماني ومنتخب ألمانيا السابق، والذي قفز أمام تقاطع أحد القطارات في مدينة هانوفر وكان عمره 32 سنة، بعد معاناة طويلة مع مرض الاكتئاب لسنوات عقب وفاة ابنته الصغيرة، وغاري سبيد مدرب منتخب ويلز السابق، والذي شنق نفسه في منزله أواخر عام 2011، بعد معاناته مع الاكتئاب.

بشكل عام، أصبح الطب النفسي، ضرورة في منظومة كرة القدم العالمية، وأصبحت هناك أندية كبيرة، تضم أطباء نفسيين، للتعامل مع لاعبيها، بعدما كشفت دراسات حديثة، مدى أهمية التعامل النفسي مع نجوم الرياضة، ومنها دراسة نشرها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين عام 2015، أن لاعباً من بين 3 لاعبين، يعانون من الاكتئاب أو القلق، بعد فحص 826 حالة من 5 دول مختلفة، ووصلت فيها نسبة اللاعبين الذين يمارسون الكرة، ويعانون من أمراض نفسية إلى 38%، بينما وصلت النسبة إلى 35% بين اللاعبين المعتزلين، كما ذكرت مجلة «4-4-2» البريطانية أيضاً، أن 78% من اللاعبين المحترفين في إنجلترا واسكتلندا، عاشوا فترات اكتئاب لأسباب كثيرة منها النتائج السلبية أو الهجوم من الجماهير ووسائل الإعلام أو التعرض للعنصرية.

مساعدات نفسية

وكشف نجوم كرة عن تلقيهم مساعدات نفسية لأسباب مختلفة، ومنهم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا لاعب باريس سان جيرمان، والذي كشف أنه لجأ إلى طبيب نفسي بعد خسارة منتخب بلاده أمام ألمانيا بهدف دون مقابل، في نهائي كأس العالم 2014، ولم يكن السبب الآثار السلبية للخسارة، وإنما السخرية التي تلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا».

أما مواطنه كارلوس تيفيز، فعاش حالة من الاكتئاب الشديد، بعد فشل الأرجنتين في الفوز ببطولة كوبا أمريكا في يوليو 2011، بسبب تعرضه للانتقادات العنيفة واللاذعة والمهينة هو وعائلته، بعدما أهدر ركلة ترجيح أفقدت فريقه البطولة، وهو ما تسبب في زيادة وزنه بنحو 6 كلجم، ودفعه للجوء إلى الطب النفسي للعلاج، واستعادة الثقة.

وكذلك لجأ أسطورة حراسة المرمى الإيطالي جيانلويجي بوفون، إلى العلاج النفسي في الفترة بين عامي 2003 و2004، بسبب الضغوط التي كان يعيشها في تلك الفترة، والتي وصفها بـ«الفترة السوداء» في حياته وذلك في الكتاب الذي نشره عن مسيرته في الملاعب، وأشار اللاعب إلى أنه عانى «متلازمة الاحتراق النفسي»، لعدم الفوز بأي مسابقة، وهو ما جعله عرضة لسخرية الجماهير.

أما النجم البرازيلي أدريانو، فعانى من حياة غير مستقرة، وتعرض خلالها لاكتئاب حاد دفعه إلى التفكير بالانتحار، بعد موت والده،ولجأ الى الطب النفسي ليستعيد استقراره النفسي.

من النجوم أيضاً، الذين كشفوا عن معاناتهم النفسية، اللاعب الإنجليزي داني روز، والذي تحدث عن تجربته مع الاكتئاب خلال موسم 2017 ـ 2018، بسبب الإصابة في الركبة، وبعض المشاكل العائلية متمثلة في انتحار أحد أقاربه، وتعرض والدته لمشاكل عنصرية، وأنه اضطر في نهاية الأمر إلى اللجوء إلى طبيب نفسي.

بينما يعتبر الويلزي جاريث بيل، واحداً من أشهر من ترددوا على عيادة الطبيب النفسي جيمي إدواردز، والذي يعالج عدداً من لاعبي كرة القدم، وعلى رأسهم حارس مرمى مانشستر سيتي السابق جو هارت.

وبويان كركيتش، كان موهبة واعدة ظهرت في برشلونة عام 2007، وقارنه الكثيرون مع ميسي، وهو ما مثل ضغوطاً لم يستطع اللاعب تحملها، ليمر بفترة للعلاج النفسي استمرت لمدة أربعة أشهر، وكشف اللاعب عن تلك المرحلة من حياته، في حوار أجراه في مايو 2018 مع صحيفة «جارديان» البريطانية.