(جرافيك)

 

أكد عدد من الأطباء من مختلف التخصصات الطبية، أن الماء يعتبر أساس الحياة، مشيرين إلى أن جسم الإنسان يتكون من أكثر من 60 % من الماء، وبالتالي لا يمكن لأي شخص البقاء على قيد الحياة بدون ماء لأكثر من أسبوع، وحذر الأطباء من أن قلة شرب الماء تؤدي إلى عواقب خطيرة، مثل صداع الرأس وأضرار بالقلب وبعض الحساسيات وارتفاع بضغط الدم، إذ إن ارتفاع ضغط الدم هو من علامات حاجة الجسم للماء، أو عدم أخذ كفايته منه لمدة طويلة، والنتيجة المنطقية الناجمة عن ذلك هي أن مجمل محتويات الجسم من السوائل باتت تتناقص، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ضيق في أوعية نقل الدم، فيصبح القلب مطالباً بأن يضاعف من أدائه لضخ الماء في كل أنحاء الجسم.

اعتقاد خاطئ

وقال الدكتور مصطفى الهاشمي نائب مدير منطقة دبي الطبية، إن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى البعض، وهو أن شرب الماء يتم وقت الشعور بالعطش فقط، مشيراً إلى أن تلك المرحلة تمثل إنذاراً بأن الجسم فقد كمية هامة من الماء، ولا بد من تعويضها، لافتاً إلى أن شرب الماء مهم للجلد والشعر والأظافر، حيث إن نقص الماء يؤدي إلى فقد الجلد ليونته، ويصبح معرضاً للجفاف، وهكذا تسهل إصابته بالميكروبات أو الفطريات، أما الأظافر فإنها تصبح سهلة الكسر ويقل نموها.

وأوضح الدكتور مصطفى أن الماء ضروري أيضاً لإتمام عمليات الهضم في الجسم، كما أنه يعمل على ترطيب أنسجة الجسم، ولا سيما العين والأنف والفم والجلد، ومضى قائلاً إن الماء «يمنع الصدمات حول العينين، ويوفر حماية لمفاصل الجسم من الصدمات، كما أنه ضروري للحفاظ على حرارة الجسم الطبيعية».

ونصح بشرب ثمانية أكواب من الماء يومياً كحد أدنى، مشيراً إلى أن الحاجة للماء تتزايد بازدياد المجهود المبذول كالنشاط العضلي أو الارتفاع عن سطح الأرض، أو مع ارتفاع درجة حرارة الجو، أو تناول غذاء غنى بالألياف أو عند شرب السوائل التي تحتوى على الكافيين، مثل الشاي والقهوة.

كما دعا إلى تناول الفواكه والخضراوات التي تعد مصدراً جيداً للسوائل والتقليل من شرب المنبهات والمياه الغازية لاحتوائها على الكافيين الذي يزيد من فقدان الماء من الجسم.

لا عيش بلا ماء

بدوره، أكد الدكتور عبد الرزاق المدني استشاري السكري والغدد الصم ورئيس جمعية الإمارات للسكري، على أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بلا ماء إلا نحو أيام، وهذا يكفي في الدلالة على أنه من أكبر الضرورات لإقامة الحياة بعد الهواء، لهذا السبب كانت حاجة الجسم إلى الماء ضرورية جداً، فلا بد للإنسان الذي يريد أن تكون صحته تامة أن يشرب من الماء عدة مرات في اليوم.

وقال: إن شرب الماء بكثرة يفيد المصابين بأمراض مزمنة، لافتاً إلى أن الماء يساعد كثيراً على شفاء التهابات المعدة والأمعاء، مؤكداً أن جهاز الهضم لا يعمل إذا لم يكن ماء يكمل به الهضم، كما أن المواد الضارة المتخلفة من عمليات الهضم لا يمكن أن تنفث إلى الخارج إذا لم يتعاط الإنسان والحيوان شرب الماء لتخرج بالبول أو العرق أو التبرز.

وأشار إلى أن نقص الماء في الجسم عن المستوى المطلوب، فإن ذلك يؤدي إلى الصداع والأرق وعسر الهضم والإمساك. وإذا كان النقص كبيراً، فإن عمل الجسم يختل ويضطرب النظام فيه، ثم يبدأ الجسم بالجفاف، حيث تجف خلاياه وتظهر التجاعيد على الجلد نتيجة ذلك.

وشدد على أهمية شرب الماء في أيام الحر، إذ تزيد كمية العرق، ويؤدي ذلك إلى زيادة لزوجة الدم، الأمر الذي قد يساعد على تكوين الجلطة التي تحدث غالباً في أوردة الساق، حيث تكون سرعة سريان الدماء أقل، كما أنه في أثناء فترات الحر يزيد العرق وتقل كمية البول، وهكذا ترتفع نسبة الأملاح ويزيد احتمال تكوين الحصوة، ويزيد احتمال الإصابة بالالتهابات الصديدية، وشرب الماء بكثرة يعتبر عاملاً أساساً في العلاج، حيث يتخلص الجسم من كميات أكبر من الميكروبات مع البول المتزايد الذي يخرج من الجسم مع كثرة شرب الماء، وهكذا يمكن أن يؤدي إهمال شرب الماء بكمية كافية إلى تكوين الحصوة أو زيادة حجم الحصوة الموجودة أصلاً، فشرب الماء بكثرة يقلل من تركيز الأملاح في البول، ويقلل بالتالي من احتمال تكوين الحصوة.

دراسة

وقد أظهرت دراسة علمية حديثة، أن عدم شرب الماء بكميات كافية يؤدي إلى أضرار جسيمة بالجسم، حيث إن الماء يمثل جزءاً كبيراً من وزن العضلات.

ويساعد الماء في امتصاص ونقل البروتينات والفيتامينات والمعادن في كل الجسم، فضلاً عن مساعدته في التخلص من السموم، ونصح الخبراء، بشرب 5،2 أكواب من الماء بين كل وجبة وأخرى، لزيادة إفراز هرمون نوردادريتالين، الذي يزيد من نشاط الجهاز العصبي، ويزيد من حرق الدهون، ما يساعد في التخلص من الوزن الزائد.

في حين تبين أنه عند افتقاد الجسم إلى الماء، فإنه يكشف عن التفاعلات نفسها الناجمة عن الإجهاد، مثل زيادة الإفرازات الهرمونية، والتوتر، وتسارع خفقان القلب.

ويعتبر الماء من أهم المواد التي يحتاج إليها الجسم للحفاظ على الصحة، خاصة وأن نسبة ما تحويه أجسامنا من الماء يقدر بـ 60 %، لذلك عليك الانتباه إلى ضرورة تناول الماء، لأنه من العناصر الأساسية لبناء الخلية وإجراء التفاعلات الكيميائية التي تحصل داخل الخلايا.

وعندما لا تتناول الماء بكميات كافية يومياً، فإن الخلايا تقوم بسحبه من الدم، ما يسبب عرقلة في حركة الدم الذي يصبح أكثر لزوجة. إن حالات الجفاف التي تحصل نتيجة نقص الماء في الجسم، ولو بما مقداره 25 % تؤثر في عمل وقدرة الدماغ في إنجاز التفاعلات العصبية.

شرب كوب كبير من الماء قادر على تهدئة الأعصاب فوراً عند التعرض لصدمة عاطفية أو ضغط مفرط. حيث يؤدي الإجهاد إلى سلب الماء من الجسم، ما يولّد الإحساس بجفاف الفم. لذا، يكفي شرب لتر ونصف من الماء يومياً لوقف هذه الحلقة المفرغة.

الماء يخفف الوزن

وأظهرت الدراسات الحديثة أن الماء يلعب دوراً مهماً في تخفيف الوزن وحماية الإنسان من الأمراض، وخاصة الخبيثة منها.

وقالت الدكتورة سوزان كلاينر اختصاصية التغذية الأميركية: «أن الماء يساعد على التخلص من السموم، ومقاومة الجوع فضلاً عن دوره في المحافظة على مرونة المفاصل ومنع تشكل حصوات الكلى المؤلمة».

وأشارت إلى أن الماء قد يساعد أيضاً في الوقاية من أورام سرطانية معينة، مثل سرطانات الثدي والقولون والبروستات والكلى، لذلك ينصح بتناول لتر ونصف من الماء يومياً وتجنب الإكثار من المشروبات الغازية لاحتوائها على الأملاح التي تشجع الجسم على تخزين الماء.

وشددت على ضرورة زيادة الاستهلاك اليومي من الماء، وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن شرب 8 أكواب من الماء يومياً على الأقل، مع زيادتها عند التمرين أو العمل خارجاً، يساعد في تحقيق الفوائد المرجوة.

فكثير من النصائح الصحية ترشد المرأة إلى ضرورة احتساء كميات كبيرة من الماء عند اتباع الرجيم، وتنصح كثير من مقالات الصحف ومجلات الصحة والجمال بشرب ثمانية أكواب ممتلئة من الماء على الأقل يومياً وهو ما يساوي لترين للوصول إلى حالة صحية مثالية، وهو أسلوب يطلق عليه 8 *8.

وعليك أن تعلمي أنه لا يجب أن تقيدي نفسك في شرب الماء، وبإمكانك الإكثار من شرب مختلف أنواع عصائر الفواكه وبصورة مخففة، وحاولي أن تعوضي حاجتك لشرب السوائل والمشروبات الغازية والمعبأة والغنية بالكافيين بشرب الماء.