اختطفت مجموعة من رجال القبائل اليمنيين أمس ثلاثة أمريكيين في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء في حادث يشكل تحدياً حقيقياً لاجراءات اتخذها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بشأن قضايا الاختطاف.وقد فرضت السلطات اليمنية حصاراً على منطقة وادي حباب جنوب شرقي العاصمة حيث يتحصن الخاطفون . وأكد الملحق الاعلامي بالسفارة الأمريكية كريس ايكل لـ (البيان) ان الحكومة اليمنية تتفاوض مع الخاطفين للافراج عن الرهائن. واختطفت الأمريكية مارتا كولبورن وهي تشغل منصب رئيس المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية ـ الأمريكية ووالديها في منطقة معبر جنوب محافظة صنعاء مساء أمس الأول بينما كانوا في طريق عودتهم الى العاصمة حيث تعمل مارتا قادمين من مدينة تعز بعد جولة سياحية فيها واقتادهم الخاطفون الذين ينتمون الى قبيلة بني جبر الى منطقة وادي حباب الجبلية الوعرة وهي احدى مناطق القبيلة التي تنتمي جغرافيا الى محافظتي مأرب وصنعاء. ويطالب الخاطفون كما تقول مصادر مطلعة بالافراج عن 25 شخصا من اهالي القبيلة تحتجزهم وزارة الداخلية منذ يومين وذلك بعدما داهمت قوات من الأمن منازلهم بتهمة الوقوف وراء تفجير انبوب النفط الذي وقع الخميس الماضي. وتأتي حملة الاعتقالات التي شنتها قوات وزارة الداخلية أمس وأمس الأول واستهدفت المتهمين بتفجير انبوب النفط في سياق التوجهات التي يتبناها الرئيس علي عبدالله صالح للحد من الاختلالات الامنية التي تشهدها البلاد لكن حادث الاختطاف الاخير يشكل تحديا حقيقيا امامه لاثبات جدية توجهاته وخاصة أن افراد القبيلة ذاتها ارتكبوا في اوقات سابقة العديد من جرائم خطف الاجانب دون ان يتعرض أي منهم للعقاب أو حتى يحال الى النيابة أو تحقق معه أجهزة الأمن. والتقى وزير الداخلية اليمني اللواء الركن حسين محمد عرب أمس بالسفيرة الامريكية بصنعاء باربارا بودين في إطار تحرك السلطات اليمنية والامريكية لمعالجة حادث الاختطاف. ويستبعد المراقبون أن تقدم السلطات على استخدام السلاح لتحرير الرهائن. كما استبعدت مصادر بوزارة الداخلية أمس وجود صلة بين اختطاف الامريكيين الثلاثة وبين التهديدات التى اطلقها ما يسمى بـ (جيش عدن ابين الاسلامي) باستهداف الرعايا الاجانب فى اليمن ردا على اعدام زعيم الجماعة زين العابدين المحضار يوم 17 اكتوبر بعد ادانته باختطاف مجموعة من السياح الاجانب وقتل عدد منهم . وقد تزامنت عملية الاختطاف مع قرار الحكومة اليمنية انشاء محكمة خاصة للنظر في جرائم خطف الاجانب والعمليات التخريبية. كما تجيء عملية الاختطاف بعد ساعات قليلة من توجيهات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للقادة العسكريين والامنيين بضرورة اعتقال كل المشتبه في قيامهم بعمليات خطف للاجانب أو التورط في عملية تفجير أنبوب التصدير الرئيسي الذي يحمل النفط الخام من مأرب في الشرق إلى ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربا.