توصلت الحكومة الهندية (وحزب المجاهدين) اكبر حركة استقلالية في كشمير في لقاء غير مسبوق امس بسرنجار إلى العمل من اجل بروتوكول رسمي لوقف اطلاق النار في الاقليم غداة سلسلة مجازر ذهب ضحيتها نحو مئة شخص وقتل امس 14 شخصاً آخرون في كشمير. بانفجار قنبلة كان يحملها احد الثوار حسبما اعلنت الهند. فيما استبعدت نيودلهي اي دور تلعبه باكستان في الوقت الحالي مؤكدة انها احبطت هجوماً باكستانياً على موقع امامي من خط المراقبة ووجهت انتقامها للمجازر الى باقي جماعات الثوار. واكدت مصادر مستقلة احراز تقدم في مفاوضات الجانبين امس واتفاقهما على اجراء مزيد من المفاوضات. وخرج وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية م.ب كوشال من اللقاء بتصريحات قال فيها علينا تحضير الترتيبات الميدانية لوقف اطلاق النار الذي اعلنه حزب المجاهدين في وقت سابق من جانب واحد. بدوره قال مسعود القائد العسكري للمجاهدين ان كل طرف سيمثل بستة اشخاص في المفاوضات المقبلة موجهاً (الشكر للحكومة في نيودلهي على تجاوبها مع وقف اطلاق النار الذي اعلناه) . وقتل 14 شخصا على الاقل بينهم عشرة من الثوار بكشمير امس الخميس. حيث اعلنت قوات الامن مقتل خمسة من الثوار في منطقة كوبوارا (90 كلم شمال ـ غرب سريناغار) اضافة الى اثنين اخرين في قطاع جامو. واكدت الشرطة الهندية مقتل ثلاثة من الثوار ومدني واحد في احدى قرى منطقة راجوري (تبعد مسافة 430 كلم عن سريناغار), وذلك نتيجة انفجار عارض لعبوة كان يحملها احد المتمردين. واخيرا, قتل ثلاثة من المدنيين في مناطق مختلفة من كشمير في حوادث معزولة ترتبط بالعنف الدائر هناك. وكانت المباحثات المباشرة وهي الاولى من نوعها بين حكومة نيودلهي وحزب المجاهدين بوشرت في مسعى لاحلال السلام في ولاية كشمير التي تمزقها اعمال العنف رغم سلسلة المجازر الاخيرة التي ارتفع عدد ضحاياها الى مئة قتيل وعشرات المصابين حسب حصيلة جديدة امس. ورغم تقارير اكدت شن الجيش الهندي هجوماً على مواقع الثوار في كشمير امس ايضاً لم تكن حركة المجاهدين هدفاً له. وقال رياض رسول احد المسئولين الثلاثة عن وفد حزب المجاهدين قبل بدء المفاوضات (نحن لسنا هنا لاجراء مفاوضات سلام لكن فقط للتفاوض حول ترتيبات وقف اطلاق النار) . وكان ناطق باسم حزب المجاهدين حذر قبل ساعات من استئناف المفاوضات التي كان مشكوكاً عقدها من ان المجموعة ستستأنف عملياتها في الثامن من اغسطس في حال لم تقبل الهند بمفاوضات سلام ثلاثية ومن دون شروط بمشاركة باكستان. وفى تصريحات خاصة لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط فى اسلام اباد قال القائد الاعلى لحزب المجاهدين سيد صلاح الدين انه من الوارد ان تكون جماعات كشميرية قد ارتكبت المذبحة لاظهار تصميمها على تحدى مبادرة حزبنا بوقف اطلاق النار فى كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية ولكن من المحتمل ايضا ان تكون السلطات الهندية متورطة فى الحادث حتى تظهر للعالم انها تسعى للسلام ولكن عملية السلام يجرى تخريبها. ووصف صلاح الدين المذبحة الاخيرة فى كشمير بأنها عمل ارهابى مؤكدا على ان ماحدث كان صدمة لكل كشميرى. وردا على سؤال حول السبب الذى دفع حزب المجاهدين لتحديد يوم الثامن من شهر اغسطس الحالى كموعد اخير للحصول على استجابة ايجابية من جانب الهند ازاء مبادرة الحزب بوقف اطلاق النا (قال سيد صلاح الدين () ان حزب المجاهدين قد اعلن منذ 11 يوما مبادرته بوقف اطلاق النار من جانب واحد لتهيئة الاجواء المواتية لحل نزاع كشمير غير ان الهند ولسوء الطالع لم ترد بعد بالصورة الايجابية المطلوبة) . ومضى سيد صلاح الدين فى حديثه قائلا (اننا نؤيد انهاء النزاع المستمر فى كشمير على مدى 53 عاما عبر مباحثات ثلاثية بين الهند وممثلى كشمير فضلا عن باكستان, ويتوجب الان على الهند ان ترد بصورة ايجابية حتى يتسنى البدء فى المرحلة الثانية من الحوار) . وردا على سؤال حول المباحثات التى بدأت أمس فى القطاع الهندى من كشمير بين ممثلين لحزب المجاهدين والحكومة الهندية (قال القائد الاعلى للحزب ان (فضل الحق قريشى قد اختير من جانب حزب المجاهدين لاجراء مباحثات مع ممثلين للحكومة الهندية تقتصر على مناقشة المعايير والضوابط النهائية الخاصة بوقف اطلاق النار) . ونفى صلاح الدين وجود اية خلافات بينه وبين عبد المجيد دار القائد العسكرى لحزب المجاهدين مشيرا الى ان بعض وسائل الاعلام هى التى تسعى لخلق مثل تلك الانطباعات. من ناحية أخرى رفض مجلس الجهاد (المتحد التحالف الذى يضم 14 مجموعة كشميرية) العرض الهندى لاجراء المحادثات وقال المتحدث باسم المجلس امس انه تقرر بالاجماع مواصلة وتكثيف النضال ورفض الدعوة التى وجهتها الهند للتباحث مبررا ذلك بعدم خلوص نوايا الهند فى اى وقت مضى ولم تكن جادة فى اجراء المحادثات ويعتقد أنها خطة هندية مدبرة لايقاع المجاهدين فى شركها. وأضاف بأن المجموعات الكشميرية مقتنعة بأنه لا يمكن حل مشكلة كشمير عن طريق المحادثات الثنائية حسب تجارب الماضى ويطالب باجراء محادثات تضم الاطراف الثلاثة باكستان والهند وممثلى الشعب الكشميرى. وذكر انه لم يسمح لحزب المجاهدين بحضور اجتماع مجلس الجهاد المتحد بسبب تعطيل عضويته بعد اتخاذ قرار من جانب واحد باعلان وقف اطلاق النار. وفى اطار الموقف الباكستانى قال وزير الاعلام الباكستانى جاويد جبار انه لا يمكن تسوية نزاع كشمير بدون مشاركة باكستان وان الرئيس التنفيذى لباكستان فريق أول برويز مشرف قد طرح عدة مبادرات لاستئناف الحواربين باكستان والهند. وأعلن مصدر مطلع في الشرطة الهندية العثور على جثة سائح الماني خطفه انفصاليون في 11 يوليو الماضي يدعى رولف هارفورث وهو من مقاطعة هيسي الالمانية الذي خطف في منطقة لاداخ, في وادي سورو في المنطقة ذاتها. وفي نفس السياق قالت الهند امس انها احبطت هجوما قامت به القوات الباكستانية على موقع امامى على طول خط المراقبة الدولى الفاصل بين الهند وباكستان بولاية جامو وكشمير. وزعمت المصادر بوزارة الدفاع الهندية ان اربعة جنود باكستانيين قتلوا وجرح اربعة اخرون عندما صدت القوات الهندية ذلك الهجوم الذى وقع بقطاع نوشيرا بولاية جامو ظهر امس. وقالت ان جنوداً باكستانيين كانوا يرتدون ملابس قتالية سوداء دخلوا أمس للحدود الهندية بالقرب من موقع متقدم للقوات الهندية بقطاع نوشيرا بولاية جامو. ـ الوكالات