فشلت محاولة روسية جديدة لانقاذ الغواصة (كورسك) القابعة في قاع بحر الشمال وعلى متنها 116 شخصا مما دفع موسكو للاعلان بقبولها (المساعدة من اي جهة اتت) حسب الامر الذي اصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقائد بحريته عقب اتصال هاتفي مع الرئىس الامريكي كلينتون امس. وعقب يوم كامل من التشاؤم بامكانية انقاذ المحاصرين داخل الغواصة بعد ان توقف طرقهم على جدرانها عاد الامل ليتجدد مرة اخرى بعد اعلان البحرية الروسية ان الطرق عاد مرة اخرى ليلة أمس. وصرح مسئولو البحرية في موسكو بأن رجال الانقاذ سمعوا طرقات امس من جانب الناجين من أفراد طاقم الغواصة النووية الروسية كورسك على هيكل الغواصة. ونسبت وكالة أنباء إيتار تاس إلى الادميرال فلاديسلاف إيلين نائب رئيس الاركان العامة لسلاح البحرية قوله: (لقد سمعنا إشارات وبالتالي فإنه مازال هناك أمل في إنقاذهم) . وكان الاتصال الصوتي بالغواصة قد انقطع أثناء ليل (الثلاثاء) الماضي مما أثار مخاوف من أن تكون إمدادات الاكسجين قد نفدت على متن الغواصة التي غرقت بسبب انفجار. وقبل سماع الطرقات مرة اخرى كانت احتمالات النجاة قد تراجعت كما ورد في تصريحات نائب رئىس الوزراء الروسي ايليا لكيبانوف الذي اشار الى عدم وجود اثر للحياة فيها بقوله ان سفن الانقاذ لم تلتقط منذ صباح أمس أي اشارة سمعية منبعثة من الغواصة التي اعتاد افراد طاقمها الطرق على جدارها. لكن لكيبانوف استدرك بالقول انه يجب عدم الاستنتاج من ذلك ان الكارثة وقعت (مبرراً الصمت باحتمال تدهور حالة البحارة الصحية لنقص الاكسجين. وقال (عندما يتأكد الطاقم من ان المساعدة قادمة ستزداد قوتهم بعشرة اضعاف. واضاف ان الاكسجين المتوفر على متن الغواصة يكفي حتى 25 من الشهر الجاري وبالتالي ستستمر محاولات انقاذ الطاقم حتى ذلك التاريخ. الرئىس الروسي فلاديمير بوتين قال في اول تصريح له ان وضع الغواصة (خطير بل وحرج) . وقال ان بلاده (تملك الوسائل اللازمة) لانقاذ الغواصة وانها تستخدم كافة الوسائل الممكنة لانقاذ طاقمها. لكن موسكو اضطرت للتراجع عن رفضها المساعدة الغربية في أعمال الانقاذ بحسب ما اعلنه امس قائد البحرية الروسية فلاديمير كورويدوف قائلا سنستخدم معدات انقاذ وخبراء من البحرية البريطانية لانقاذ طاقم (كورسك) . وفي وقت لاحق مساء أمس اعلن الكرملين في تصريح لوكالة فرانس برس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجرى مباحثات هاتفية امس مع نظيره الامريكي بيل كلينتون. وتطرق بوتين خلال الاتصال الهاتفي مع كلينتون الى مسار عمليات الانقاذ. وشكر الرئيس الروسي نظيره الامريكي على تعاطفه مع روسيا في هذا الظرف الصعب. واوضح نائب رئيس هيئة اركان البحرية الروسية فلاديسلاف ايلين لتلفزيون (آر تي آر) الرسمي ان الرئيس بوتين اعطى في ختام محادثته الهاتفية مع كلينتون (الامر لقائد البحرية بقبول المساعدة من اي جهة اتت) . وفي لندن اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان طائرة تنقل غواصة بريطانية صغيرة ستستخدم في محاولة انقاذ طاقم الغواصة الروسية الغارقة اقلعت أمس متجهة الى النرويج وعليها ايضا فريق من الخبراء. ومن المقرر انزال هذه الغواصة الصغيرة في برونهايم بالنرويج لتكون في اقرب مكان من موقع تدخلها المحتمل. لكن مسئول بوزارة الدفاع في لندن صرح امس بأن سفينة الانقاذ البريطانية المجهزة للعمل تحت الماء لن تصل إلى مكان غرق الغواصة النووية الروسية كورسك قبل يوم السبت المقبل. وقد أبحرت سفينة الانقاذ إل.أر 5 إلى ميناء تروندهايم وهو أقرب ميناء نرويجي مناسب لرسوها غير أن تقريرا أفاد بأنه ربما يتم إرسالها مباشرة إلى ميناء مورمانسك الروسي. وفضلا عن سفينة الانقاذ, سترسل بريطانيا أيضا فريق ومعدات إنقاذ على سطح سفينة مستأجرة هي نورماند بايونير والتي ستكون مقر قيادة عملية الانقاذ. وسيتم أيضا إرسال ثلاث طائرات من سلاح الجو البريطاني من طراز هيركليز محملة بمعدات إضافية من بينها غرف مجهزة بمستويات ضغط جوي عادية للغواصين لاستخدامها قبل خروجهم من الماء. وستحمل الطائرات أيضا 27 من جنود البحرية الملكية والموظفين المدنيين واثنين من الطيارين و12 موظفا للمساندة واثنين من منسقي البحرية وأربعة غواصين وطبيبين وأربعة مساعدين طبيين. وكانت فرق الانقاذ الروسية ارسلت امس مركبتين اخريين في محاولة ثانية لانقاذ الغواصة بعد فشل المحاولة الاولى صباح أمس. واوضحت وكالة الانباء العسكرية ان جهود الانقاذ ذهبت سدى طوال صباح امس بسبب الاحوال الجوية التي تزداد سوءا في مكان الحادث. والتي حالت دون التحام كبسولة انقاذ بالغواصة. وصباح امس انزلت فرق الانقاذ كبسولة جديدة اكثر تطورا من التي سبق استخدامها لمحاولة انتشال رجال طاقم كورسك. ومن المفترض ان هذه الكبسولة اكثر قدرة على مقاومة التيارات البحرية. وقال قائد البحرية فلاديمير كورويدوف انه يمكن اللجوء لاحتمال رفع الغواصة الى السطح باستخدام عوارض عائمة وثقيلة أو رفع مؤخرتها لكي يتمكن الطاقم من الخروج من مخارج الطوارىء. ويخشى المسئولون النرويجيون من احتمال تحطم هيكل الغواصة أثناء مثل تلك العملية مما يؤدي إلى تسرب النشاط الاشعاعي من المفاعلين الموجودين على متن الغواصة إلى مياه البحر على سواحلها. وقال متحدث باسم وزارة الطاقة الذرية في موسكو انه إذا ظلت الغواصة في قاع البحر, فلن يمثل مفاعليها المتوقفين أي مخاطرة (على مدى عدة مئات من السنوات) , وفقا لما أوردته وكالة أنباء إيتار تاس. ـ الوكالات