نيابة عن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة, يرأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة لاعمال الدورة التاسعة لمؤتمر القمة الاسلامي والذي ، سينعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 12 الى 14 نوفمبر الجاري, والذي مهدت قطر لانطلاقه باعلان اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في خطوة بدت استجابة لضغوط مكثفة عليها وبصيغة اثارت جدلا في أروقة المؤتمر. حيث رحب بالقرار القطري وزراء خارجية الدول الاسلامية, فيما اعلنت واشنطن عن اسفها لاغلاق المكتب الاسرائيلي في قطر. كما دعا معالي وزير الخارجية راشد عبدالله في كلمة امام الاجتماع الوزاري الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الى اعادة النظر في مسيرة عملية السلام بسبب المواقف الاسرائيلية. وسيغادر صاحب السمو حاكم الفجيرة بعد ظهر يوم غد السبت متوجها الى الدوحة على رأس وفد رسمي يضم معالي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي وزير الاقتصاد والتجارة ومعالي راشد عبدالله وزير الخارجية ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري وزير العدل والشئون الاسلامية والاوقاف وسفير الدولة لدى الدوحة والدكتور محمد سعيد الكمدي مدير مكتب صاحب السمو حاكم الفجيرة. وبعد بيانات وتصريحات غامضة اثارت ربكة في اروقة المؤتمر اعلنت قطر في نهاية المطاف قرار اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي بصيغة لم تخل من الغموض لكنها حازت على موافقة كاملة من ايران التي اعلنت على الفور مشاركة رئيسها محمد خاتمي و(نصف موافقة) من السعودية التي ترى ان الصيغة القطرية غير كافية وتحمل سمات اجراء موقت. وجاء اعلان الاغلاق على لسان مصدر قطري مسئول نقلت عنه وكالة الانباء القطرية قوله ان (هذا الاجراء يأتي تعزيزا للتضامن الاسلامي وتهيئة للاجواء المناسبة لانعقاد المؤتمر وتوفير كل اسباب النجاح لاعماله). واضاف (ان القرار اتخذ تقديرا لما ابداه قادة الدول الاسلامية الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي ازاء الظروف الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط وتصاعد حملة القمع الاسرائيلية في الاراضي المحتلة وتزامنا مع افتتاح مؤتمر القمة الاسلامي التاسع في دولة قطر). وكان وزراء خارجية منظمة الدول الاسلامية افتتحوا امس في الدوحة اجتماعاتهم التحضيرية للقمة الاسلامية بجلسة مفتوحة تلتها جلسة مغلقة مخصصة للقضية الفلسطينية طغت عليها مسألة اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في قطر, الى جانب تكريس دعم الانتفاضة في شعار المؤتمر بدلا من شعار السلام والتنمية, وافتتح وزير خارجية ايران كمال خرازي الاجتماع الذي شارك فيه خصوصا نائب وزير الخارجية السعودي نزار عبيد مدني الذي اعلنت بلاده امس الاول مقاطعتها القمة بسبب امتناع قطر عن اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي. من جهة اخرى اوضح معالي راشد عبدالله وزير الخارجية ان القضايا المطروحة على جدول اعمال القمة مهمة, وان الدعم الذي ستقدمه القمة الاسلامية للفلسطينيين وشعب الانتفاضة سيكون دعما كاملا سواء سياسيا او اقتصاديا. وردا على سؤال حول احتمال عدم تنفيذ بعض الدول للقرارات التي ستخرج بها القمة قال راشد عبدالله أن القرارات ملزمة ولابد لها ان تنفذ مشيرا الى ان الحكومات التي تقرر شيئا لابد ان تنفذه, ومن يقرر شيئا ولا يستطيع تنفيذه فهو عمل غير محمود. واشار معاليه الى ضرورة ان يكون العمل الاسلامي صادقاً وان يكون التوجه فيه لله ولخدمة اخواننا المسلمين في كل مكان, مؤكداً ان موضوع شباب الانتفاضة له أولوية. واكد مجددا ان القمة تستعرض الى جانب العديد من القضايا قضية واحدة لا يعلى عليها وهي الدعم لحقوق الفلسطينيين, فالقدس هي عاصمة فلسطين وهي للعالم الاسلامي وهو أمر غير قابل للأخذ والعطاء, وهي ارض عربية اسلامية لا تفريط فيها. ونفى معالي راشد عبدالله ان تكون هناك خلافات, وقال: (نحن مازلنا في طور اعداد جدول الاعمال وكل دولة تقدم صيغاً, والقرارات التي ستصدر هي الموقف الواحد الذي يعبر عن الشارع الاسلامي والعربي. وحول امكانية مناقشة القمة لموضوع الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة من قبل ايران وهي ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى قال ان موضوع الجزر له أهمية وموجود ومطروح على جدول الاعمال وسيناقش ويأخذ اهتمامه ولكن اهتمامنا الكبير ايضا بالقدس الذي له أولوية في الوقت الراهن. واكد انه لا توجد أية علاقات سياسية او تجارية بين الامارات واسرائيل وهو أمر محسوم. واكد معاليه تخصيص القمة لإنتفاضة الاقصى وحماية القدس وعدم تشعبها حول قضايا اخرى فرعية بقوله: (ان منظمة المؤتمر الاسلامي تأسست اصلا لحماية القدس, فما بالنا اليوم والقدس والاقصى وشعب فلسطين تتعرض للعدوان الاسرائيلي الغاشم). وقال: (إن اسرائيل يجب أن تعاقب عربياً واسلامياً ويجب تطبيق قرارات القمة العربية الطارئة على الفور, كما نأمل ان تخرج القمة الاسلامية بقرارات مماثلة. من جانبه اكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى وزير خارجية قطر ورئيس المجلس الوزارى لمنظمة المؤتمر الاسلامى انه لم تمارس اى ضغوطات على قطر لاغلاق مكتب التمثيل التجارى الاسرائيلى فى الدوحة. وقال فى مؤتمر صحفى الليلة الماضية ان اى تمنيات على قطر من قبل الاخوان فى المملكة العربية السعودية او اى من الدول العربية والاسلامية تؤخذ بعين الاعتبار لدى بلاده. وقال وزير الخارجية القطرى ان هناك مشروعا قطريا سيقدم للقمة الاسلامية التاسعة وشعارها (السلام والتنمية) ويهدف الى تفعيل الدور التنموى للدول الاسلامية, مشيرا الى ان قطر ترجو تعاون الحكومات والدول الاسلامية خلال السنوات الثلاثه المقبلة لتنفيذ هذا المشروع, ونفى ما تردد عن امتناع بلاده المساهمة فى صندوقى القدس والانتفاضة اللذين اقرتهما القمة العربية الطارئة فى القاهرة بحجة ان قطر لم تستشر بهذا الامر. الدوحة ــ موفد (البيان) صالح الجسمي