حرب أوكرانيا.. هل من آفاق للحل مع عودة ترامب؟

من مشاهد حرب طال أمدها في أوكرانيا| أرشيفية
من مشاهد حرب طال أمدها في أوكرانيا| أرشيفية

دبي - أمجد عرار
خلافاً لأجواء التفاؤل بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مع دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض في العشرين من يناير، لا يرى الكرملين ظروفاً ملائمة لهذا التفاؤل، في حين يحذر ضابط أوكراني متقاعد، من وجود خطر على أوكرانيا كدولة، في حال لم ينتهِ الصراع بسرعة.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يرى أن الظروف غير مهيأة حالياً لإنهاء الصراع في أوكرانيا، أو أي من مراحله. ورداً على سؤال من وكالة «سبوتنيك» الروسية، حول ما إذا كانت الظروف الحالية مهيأة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، أجاب بيسكوف: «لا».
وفي وقت سابق، صرح بيسكوف، بأن كييف لا تزال ترفض التفاوض مع موسكو، ومبادرة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للسلام لم تغير الوضع.
تقييم الوضع
وفي وقت سابق، ذكر المحلل العسكري البريطاني، ألكسندر ميركوريس، أنه قبل بدء المفاوضات بشأن أوكرانيا، يحتاج الغرب إلى تقييم الوضع في منطقة الصراع بشكل صحيح.
وأضاف، عبر قناته على «يوتيوب»، أن «أي حسابات وأي تقييم لمستقبل هذه المفاوضات، سيكون معيباً للغاية، من دون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن روسيا فازت في الواقع، وأن أوكرانيا ربما لم يتبقَ لها سوى بضعة أشهر من المقاومة».
من جانبه، يعتبر العقيد المتقاعد من جهاز الأمن الأوكراني، أوليغ ستاريكوف، بأنه يجب على أوكرانيا إنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن، من أجل البقاء كـ «دولة». وقال ستاريكوف، في مقابلة مع قناة «Politeka» على «يوتيوب»: «نحن بحاجة إلى القيام بكل شيء، تجنباً للانهيار».
وبحسب الضابط الأوكراني، فإن الوضع الحالي يظهر أن كييف بحاجة إلى إنهاء الأعمال القتالية في أسرع وقت ممكن.
قبول التنازل
وتنقل «سبوتنيك» عن وزير الدفاع السلوفاكي، روبرت كالينياك، أن أوكرانيا سيتعين عليها أن تتصالح مع خسارة «جزء من أراضيها». وقال: «الواقع يظهر أن أوكرانيا سيتعين عليها التخلي عن جزء من أراضيها».
وأشار كالينياك، في مقابلة مع قناة «تي آي 3» التلفزيونية، إلى أن أوكرانيا لا تدرك خصوصيات موقعها الجغرافي، ولا تفهم أن أطول حدودها هي مع روسيا، مضيفاً: «من المرجح أن أوكرانيا لا تدرك أنها لن تتحرك أبداً، ولن تجد نفسها بين ألمانيا وسويسرا، بل ستبقى دائماً على الحدود مع روسيا».
وأكدت تقارير إعلامية غربية، أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، سيدفعون أوكرانيا المنهكة للتفاوض مع روسيا. وذكر د. جيمي شيا أستاذ الاستراتيجيا والأمن، في مقال: «من الواضح أن أوكرانيا منهكة، وتواجه صعوبة في حشد قوات جديدة، لتحل محل القتلى والجرحى، واحتواء المزيد من التقدم الروسي في دونيتسك».
ووفقاً للخبير، فإن «أوكرانيا تحتاج إلى المفاوضات الآن، وإلا فإنها تخاطر بخسارة المزيد من الأراضي».
وقال الخبير في مقال نُشر بصحيفة «نيوزويك»: «الولايات المتحدة - لأنهم سئموا من دعم أوكرانيا، والأوروبيون - لأن الأسلحة التي يمكنهم توريدها إلى كييف نفدت، ومعظم هذه الأسلحة يتم إنتاجها في الولايات المتحدة على أي حال».
بدورها، أعربت كوري شاك مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد «أمريكا إنتربرايز» للأبحاث، عن رأي مفاده أنه «إذا توقف شركاء كييف عن تقديم المساعدة العسكرية والمالية، فإن اتفاق السلام المرتقب، قد يكون كارثياً على أوكرانيا، بسبب نجاحات روسيا المستمرة في ساحة المعركة».