الفنر.. «نور تراثي» يزين ليالي الشهر الفضيل

يعد «الفنر» واحداً من الرموز التراثية، التي ارتبطت بالحياة اليومية للمجتمع الإماراتي في الماضي، حيث كان الوسيلة الأساسية للإضاءة قبل انتشار الكهرباء.

وقال راشد محمد هاشم عضو نادي ذخر، إن الفانوس أو «الفنر»، يعدّ جزءاً من التراث الإماراتي الأصيل. وأضاف لـ«البيان» قائلاً: إن «الفنر» من الرموز التراثية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان يستخدم قديماً لإنارة المنازل والأسواق والمساجد، قبل انتشار الكهرباء، وكان جزءاً من الحياة الاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت، حيث كان يصنع من النحاس أو الحديد، مع زجاج ملون، يحمي اللهب من الرياح، ويعتمد على زيت الكيروسين للإضاءة.

وأردف: لم يكن «الفنر» مجرد وسيلة للإضاءة، بل كان جزءاً من الحياة الاجتماعية، حيث كان يستخدم في الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية، والأسواق الليلية، كما أن الأطفال كانوا يحملون الفوانيس في الاحتفالات مثل حق الليلة.

وأشار إلى أن «الفنر» كان رفيق الأجداد، يضيء الليالي الحالكة، وينير الطرقات والدكاكين والمساجد، في زمن لم تكن الكهرباء قد دخلت بعد إلى البيوت والأسواق الإماراتية، فهو لم يكن مجرد وسيلة للإضاءة، بل كان جزءاً من الهوية الثقافية والاجتماعية للإماراتيين، حيث حمل بين زجاجه ذكريات الزمن الجميل، وقصص الناس وحكاياتهم اليومية.

وأوضح أن «الفنر» هو مصباح يعمل على زيت الكيروسين أو الغاز، مصنوع عادة من المعدن والزجاج، ويتكون من خزان للوقود، وفتيلة قابلة للتعديل، وزجاجة تحمي اللهب من الرياح، حيث كان يستخدم في المنازل والمساجد والأسواق، كما كان رفيقاً للمسافرين والصيادين الذين يعتمدون عليه خلال رحلاتهم البحرية والبرية.

وأردف: «قبل انتشار الكهرباء، كان «الفنر» المصدر الأساسي للإنارة في الإمارات، فقد كانت العائلات تضيء به مجالسها ليلاً، وكان الأطفال يذاكرون دروسهم على ضوئه الخافت. كما ارتبط بالمناسبات الدينية، حيث كانت المساجد تضاء به خلال صلوات الفجر والعشاء في الشهر الفضيل». واختتم: «على الرغم من التطور الحديث، لا يزال «الفنر» حاضراً في المناسبات التراثية، حيث يستخدم كرمز للأصالة والتاريخ».