اتجهت الإمارات، خلال السنوات الأخيرة، نحو تعزيز مفهوم الاستدامة في مجالات وأنماط الحياة كافة، للمساهمة في الحفاظ على البيئة، والاستفادة من الموارد لأقصى حد، حيث إن الاستدامة تخلق الإبداع والتطوير خاصة في مجال مثل الأزياء والتصاميم، وتعتبر الموضة المستدامة حركة لتشجيع تحول منتجات الأزياء والموضة نحو مزيد من السلامة البيئية والعدالة الاجتماعية، وبات التوجه نحو الاستدامة وكل ما يخدم البيئة ثقافة ونمط حياة لدى الإماراتيين، إذ تحتضن الدولة كل ما يخدم هذا المجال ويسهم في الحفاظ على البيئة، سواء أكان في مجال الأزياء أم الفنون والتصاميم بمختلف أشكالها أم غيرها من المجالات الأخرى.
من هذا المنطلق ابتكرت الطالبة الإماراتية سعاد الفردان من معهد دبي للتصميم والابتكار، طريقة لتعزيز صناعة الأزياء المستدامة المحلية، وذلك باستخدام منتجات صديقة للبيئة يمكنها أن تعزز النمو الاقتصادي لدولة الإمارات وتنوعه، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الإمارات في مجال الاستدامة وتفتح سوقاً جديدة في مجال النسيج ما يتيح فرص عمل ويدعم الشركات الناشئة، ويدعم السياسة الوطنية للاقتصاد الدائري.
مواد محلية
وأوضحت الفردان، أنها ابتكرت طريقة تركز على استخدام المواد المحلية لتصنيع الملابس عبر الاستعانة بقشور الأسماك في التطريز، مؤكدة أن هذه التقنية المبتكرة والصديقة للبيئة تعتبر الأولى من نوعها في العالم، حيث توفر هذه الطريقة لصناعة الأزياء بديلاً مستداماً وقابلاً للتحلل الحيوي للمواد التقليدية الضارة بيئيا مثل البريق المصنوع من البلاستيك المعروف بتأثيره السلبي على النظم البيئية.
وأضافت أنها لجأت إلى استخدام قشور الأسماك في التطريز لتلبية المعايير البيئية العالمية والتقليل من التأثير البيئي للصناعة، وبالتالي تخفيف أثر البصمة الكربونية لصناعة الملابس، حيث تسهم هذه الطريقة في تقليل حجم النفايات عبر إعادة تدوير قشور الأسماك، وهي ناتج لصناعة المأكولات البحرية، والاستفادة في الوقت ذاته من مورد طبيعي وفير، لا سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج بشكل عام.
وأشارت إلى أن هذه التقنية ستسهم في تسريع وتيرة الدولة نحو نموذج اقتصادي دائري قائم على الاستدامة والتنمية في صناعة الأزياء، وتعزيز استخدام موارد الدولة بكفاءة أكبر عبر إعادة تدويرها لتمديد دورة حياتها وتقليل التأثير البيئي.
فوائد
وأبانت بأن من ضمن فوائد استخدام قشور الأسماك في التطريز هو لمعانها الطبيعي الذي يشبه جاذبية البريق التقليدي للبلاستيك، ولكن بتأثير بيئي أقل، كما أنها قابلة للتكيف ومستدامة، وتوفر نفس وظيفة التطريز والبريق التقليديين دون المساس بالجودة أو التصميم.