مع تزايد الاعتماد على السجائر الإلكترونية كبديل للسجائر التقليدية، سواء بهدف الإقلاع عن التدخين أو للتمتع بها في المناسبات الاجتماعية، تبرز تساؤلات حول تأثيراتها الصحية، وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأنها أقل ضررًا، كشفت أبحاث حديثة أن استنشاق الأبخرة المعطرة بالنكهات المختلفة، مثل الأناناس، قد يشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة.
أظهرت محاكاة علمية حديثة الآثار السلبية للسجائر الإلكترونية على الجسم، حيث تتكون هذه الأجهزة من قطعة فم، بطارية، عنصر تسخين، وعبوة تحتوي على سائل إلكتروني مكون من النيكوتين، النكهات، ومواد كيميائية أخرى، وعند الاستخدام، يتم تسخين السائل ليتحول إلى بخار يُستَنشق، مما يثير القلق حول تأثيراته طويلة الأمد على الجهاز التنفسي.
على الرغم من انتشارها كخيار "أكثر أمانًا"، تثير المكونات الكيميائية للسجائر الإلكترونية مخاوف صحية كبيرة، ففي عام 2019، شهدت الولايات المتحدة انتشار إصابات رئوية غير مبررة تجاوز عددها 1600 حالة، وأدت إلى وفاة 34 شخصًا، وأظهرت التقارير أن 92% من المصابين استخدموا خراطيش تبخير تحتوي على مادة THC المباعة في السوق السوداء.
أطلق على هذه الحالة اسم "إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية" (EVALI)، ويُعتقد أن أسيتات فيتامين E، وهي مادة كيميائية موجودة في بعض السوائل الإلكترونية، تلعب دورًا رئيسيًا في التسبب بها.
كما تحتوي العديد من هذه السوائل على ثنائي الأسيتيل، وهو مركب نكهة يُستخدم في المنتجات الغذائية مثل الفشار المجهز في الميكروويف.
كشفت دراسة أجرتها مؤسسة Environmental Health Perspectives عام 2015 أن 39 من بين 51 نكهة من نكهات السجائر الإلكترونية التي خضعت للاختبار تحتوي على ثنائي الأسيتيل. وعلى الرغم من أن استهلاكه عن طريق الفم يُعتبر آمنًا، فإن استنشاقه بانتظام قد يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية في الرئتين، مما يسبب تراكم المخاط وصعوبة التنفس.
يمكن أن يتطور هذا الضرر إلى مرض مزمن يُعرف باسم التهاب القصيبات المسدودة أو "رئة الفشار"، الذي اكتُشف لأول مرة بين عمال مصانع الفشار الذين تعرضوا لمستويات عالية من ثنائي الأسيتيل. تشمل أعراضه السعال المزمن، الصفير، وضيق التنفس، وقد يتطلب علاجه تدخلات طبية طويلة الأمد.
هذه المحاكاة تسلط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، مما يستدعي إعادة التفكير في الاعتقاد الشائع بأنها بديل آمن للتدخين التقليدي.