أظهرت دراسة جديدة نشرت الخميس في مجلة «ساينس» أنّ الأطفال يكوّنون ذكريات بشكل جيد عن سنوات الحياة الأولى، يبقى السؤال المطروح هو سبب صعوبة تذكر هذه الذكريات في مرحلة لاحقة من الحياة.
يقول نيك تورك براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمعدّ الرئيسي للدراسة: في عمر السنة تقريباً، يظهر الأطفال قدرات تعلّمية استثنائية، إذ يكتسبون اللغة، ويمشون، ويتعرفون على الأشياء، ويقيمون روابط اجتماعية... «ومع ذلك، لا نتذكّر أياً من هذه التجارب»، بحسب براون.
بحسب النظريات الحديثة، يُعدّ «قرن آمون»، وهو جزء من الدماغ ضروري للذاكرة العرضية ولا يتطوّر بشكل كامل خلال مرحلة الطفولة المبكرة، المسؤول عن عدم تذكّر الذكريات الأولى.
ومن خلال فحص نشاط الدماغ عند مواجهة إحدى الذكريات، يؤكد العلماء أن قرن آمون كان نشطاً في تشفير الذاكرة منذ سن مبكرة جداً.
وكانت هذه الحال بالنسبة إلى 11 من أصل 13 طفلاً تزيد أعمارهم على سنة واحدة، ولكن ليس بالنسبة لمن تقل أعمارهم عن عام. ولاحظ الباحثون أنّ الأطفال الذين كانوا أفضل في الحفظ لديهم نشاط أكبر في قرن آمون.
وقال نيك تورك براون «ما يمكن استنتاجه من دراستنا هو أنّ الأطفال لديهم قدرة على تشفير الذكريات العرضية في قرن آمون بدءاً من عمر 12 شهراً تقريباً».