بريطانيا توسع استخدام البنكرياس الاصطناعي لمرضى السكري من النوع الأول

أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (NHS) أن عشرات الآلاف من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول سيتمكنون قريبًا من الوصول إلى تكنولوجيا البنكرياس الاصطناعي بعد توقيع اتفاقيات فعّالة من حيث التكلفة مع الشركات المصنعة.

يأتي هذا التوسع في إطار خطة تم إطلاقها في أبريل 2024، تهدف إلى توفير أنظمة مغلقة جزئيًا لعدد أكبر من المرضى، مما يساهم في تحسين إدارة السكري في جميع أنحاء البلاد.

يقوم البنكرياس الاصطناعي بمراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر وتعديل كمية الأنسولين المقدمة تلقائيًا، ومن المتوقع أن يستفيد منه كل من الأطفال والبالغين. وأكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن الاتفاقيات التي تم تأمينها هذا العام ستتيح لعدد أكبر من المرضى الوصول إلى هذه التكنولوجيا. وتحث السلطات الصحية المحلية الآن على مراجعة الحالات المؤهلة بناءً على الإرشادات التي أصدرتها المعايير الوطنية للصحة والرعاية (NICE) العام الماضي.

من المتوقع أن تُحدث هذه التكنولوجيا المبتكرة، التي قد تلغي الحاجة إلى الحقن اليدوي للأنسولين، تغييرًا جذريًا في حياة الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول. كما تساعد الأنظمة المغلقة جزئيًا في الوقاية من التقلبات الخطيرة في مستويات السكر في الدم، بما في ذلك انخفاض السكر الحاد (هيبوجلايسيميا) وارتفاع السكر الحاد (هايبرغلايسيميا).

وصفت كوليت مارشال، الرئيس التنفيذي لمنظمة Diabetes UK، هذا التوسع بأنه "لحظة محورية"، مشيرة إلى أن "هذه الأنظمة تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المرضى – فهي تحسن صحتهم العامة وجودة حياتهم بشكل كبير."

خصصت هيئة الخدمات الصحية الوطنية 14.1 مليون جنيه إسترليني للسنة الأولى من البرنامج، مع هدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المرضى المؤهلين، مع التركيز على أولئك الذين لديهم احتياجات طبية غير ملبّاة. ويأتي هذا التوسع بعد نجاح تجربة تجريبية شملت أكثر من 800 مريض استخدموا النظام لتحسين إدارة مرضهم.

يتم تحديد الأهلية بناءً على معايير محددة وضعتها NICE، بما في ذلك الأطفال والشباب، والنساء الحوامل المصابات بالسكري من النوع الأول، والبالغين الذين لديهم مستويات مرتفعة من HbA1c.

يأتي هذا التنفيذ كجزء من استراتيجية مدتها خمس سنوات، مع خطط مماثلة تم تبنيها بالفعل في ويلز وأيرلندا الشمالية. كما قامت اسكتلندا بتسريع اعتماد التكنولوجيا، مع تركيز خاص على أولئك الذين يعانون من صعوبة في إدارة مستويات السكر في الدم.

وأشاد المرضى الذين شاركوا في التجارب بهذه التكنولوجيا واصفين إياها بأنها "تغيير جذري"، حيث وصف أحد المستخدمين النظام بأنه جعل إدارة مرض السكري أكثر توقعًا وأقل إجهادًا.

يُعد البنكرياس الاصطناعي علامة فارقة في رعاية مرضى السكري، مع ريادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا في تقديم هذه التكنولوجيا المتطورة للجمهور.