وسط أزمة متصاعدة في انعدام الغذاء يواصل الحوثيون تصعيد المواجهة مع القوات الأمريكية، مع تأكيد المنظمات الإغاثية الأممية أن اليمن سيواجه تحديات غير مسبوقة هذا العام مع إيقاف الولايات المتحدة مساعداتها، ومواصلتها قصف مواقع الميليشيا لوقف تهديدها للملاحة البحرية.
وتظهر بيانات المنظمات الإغاثية أن إجمالي تمويلات خطة الاحتياجات الإنسانية لهذا العام لم يتجاوز حتى مارس الماضي 5 % من أصل 2.47 مليار دولار مطلوبة لتغطية تكاليف هذه الخطة. ونبهت إلى أن الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والتمويل اللازم لتخفيفها قد تؤدي إلى حرمان ملايين اليمنيين من الغذاء والرعاية الصحية وخدمات الحماية.
ومع وجود 19.5 مليون شخص سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية خلال هذا العام، بزيادة قدرها 7 % تقريباً مقارنة بعام 2024، فإن بيانات قطاع الإغاثة تؤكد أن أكثر من 83 % من السكان في اليمن يعيشون في فقر، وأنه مع وجود أكثر من 4.5 ملايين شخص نازح داخلياً، معظمهم نزح مرات عدة خلال العقد الماضي، تشهد فرق الإغاثة طلباً متزايداً على المساعدات في مواقع النزوح.
بلا مقومات
الأسر التي تعيش في مخيمات تفتقد لأبسط المقومات تواجه أيضاً صعوبة في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة، في وقت لا تزال معدلات سوء التغذية من بين الأعلى في العالم.
التخفيضات المتوقعة هذا العام في مساهمات الولايات المتحدة، والتي شكلت أكثر من نصف إجمالي التمويل الإنساني لليمن خلال العام الماضي، تهدد بتوسيع هذه الفجوة بشكل أكبر، ما يعرض الملايين لخطر الجوع والمرض والمزيد من النزوح.
وبالنسبة للعائلات التي عانت سنوات من النزوح وانعدام الأمن، كانت المساعدات الإنسانية حاسمة للبقاء على قيد الحياة، رغم أن العيش في المخيم معاناة يومية بلا خصوصية أو أمان.
تقليص الدعم
واعتبرت المديرة القطرية للجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، كارولين سيكيوا، أن تفكير الحكومات المانحة في تقليص الدعم أو إلغائه ليس مجرد قصر نظر، بل يعرض ملايين الأرواح للخطر، لأن اليمن الآن يقف على شفا الهاوية، ومن دون دعم عاجل، ستتم المخاطرة بضياع سنوات من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس.
هذه التحذيرات تأتي عشية سريان قرار الولايات المتحدة بمنع استيراد الوقود عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الأمر الذي سيؤدي إلى توقف واحد من أهم مصادر تمويلاتهم، كما سيرفع أسعار الوقود، ومعها أسعار السلع الغذائية في المناطق التي يسيطرون عليها.