مقترح مصري لإحياء المفاوضات بشأن غزة

يلوح في أفق حرب غزة ضوء يؤمل أن يحرك ملف التفاوض الراكد في مستنقع الغارات التي تنهمر على كل مناطق القطاع، إذ قدمت مصر مقترحاً جديداً يستهدف إعادة إسرائيل وحماس إلى الطاولة، وفيما أعلنت إسرائيل نشر قواتها في ممر أمني تم إنشاؤه حديثاً جنوب غزة، أظهر مقطع فيديو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية بشأن مقتل 15 مسعفاً فلسطينياً على يد القوات الإسرائيلية أواخر مارس الماضي.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، عن أن القاهرة قدمت مقترحاً جديداً يهدف إلى إعادة «حماس» وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، تحت صيغة «التفاوض تحت النيران»، وهي مقاربة تقول مصر إنها قد تكون ضرورية لكسر الجمود الراهن.

وتركز المبادرة المصرية، وفق المصادر، على سد الفجوات بشأن ملف الأسرى، الذي يعد العائق الأبرز أمام التوصل إلى اتفاق تهدئة. كما تشمل المبادرة خطوات مبدئية لحسم مستقبل إدارة غزة بعد الحرب، من خلال دعوة وفد من حركة فتح إلى القاهرة لبحث ترتيبات حكم غزة في مرحلة ما بعد حماس.

على صعيد متصل، تناول الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، إذ تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع. كما حرص الرئيسان على تأكيد أهمية استعادة التهدئة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وشددا على أهمية حل الدولتين باعتباره الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة.

كما بحث وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، ونظيره التركي هاكان فيدان، خلال اتصال هاتفي، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والجهود الرامية إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.

وأفاد بيان للخارجية المصرية، بأن الوزيرين تناولا الجهود الرامية إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة.

معاناة

في السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس: إن سكان غزة يعيشون معاناة لا يمكن تخيلها، مطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء حصار القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والبضائع والسلع. وأوضحت الوكالة أن أكثر من 280 ألف شخص في غزة نزحوا على مدى الأسبوعين الماضيين، ما يزيد من بؤس الأسر التي نزحت بالفعل عدة مرات خلال الأشهر الـ 18 الماضية.

فيديو رهائن

وفي تطور لافت، نشرت حركة حماس، أمس، مقطع فيديو جديداً لرهينتين إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة. ويظهر الفيديو أحد الرهينتين مع ضمادات على خده ويده اليمنى، فيما يتحدثان عن نجاتهما من قصف إسرائيلي وظروف احتجازهما السيئة، ويطالبان حكومتهما بإعادتهما إلى ديارهما ويناشدان الإسرائيليين الضغط من أجل تحقيق ذلك.

انتشار

في الأثناء، أعلنت إسرائيل، أن قواتها انتشرت في ممر أمني تم إنشاؤه حديثاً جنوبي قطاع غزة. وقال بيان عسكري، أمس: إنه تم نشر قوات من الفرقة 36 في الممر. ولم يتضح على الفور عدد القوات التي تم نشرها أو موقع الممر بالتحديد. وأظهرت خرائط نشرتها وسائل إعلامية إسرائيلية، أن الممر الجديد يمتد بعرض القطاع من الشرق إلى الغرب.

تفنيد رواية

إلى ذلك، أظهر مقطع فيديو من هاتف محمول لواحد من 15 مسعفاً فلسطينياً قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية الشهر الماضي، ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية التي تفيد بعدم وجود إشارات طوارئ على مركبات المسعفين عندما أطلق الجنود النار عليهم في جنوبي غزة.

ويظهر الفيديو فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني وهم يقودون ببطء مع تشغيل أضواء الطوارئ على مركباتهم، والشعارات واضحة، وكانوا يقتربون لمساعدة سيارة إسعاف تعرضت لإطلاق نار.

ولا يبدو أن الفرق تتصرف بشكل غير عادي أو بطريقة تمثل تهديداً كما يخرج 3 مسعفين من المركبات ويتجهون نحو سيارة الإسعاف المصابة. وسرعان ما تعرضت مركباتهم لوابل من الرصاص استمر لأكثر من خمس دقائق مع فترات توقف قصيرة.