قصف متبادل.. و«حزب الله» متهم باستهداف «يونيفيل»

تصاعد الحرائق وأعمدة الدخان من مبنى في حي الشياح جنوب بيروت إثر غارة إسرائيلية |
تصاعد الحرائق وأعمدة الدخان من مبنى في حي الشياح جنوب بيروت إثر غارة إسرائيلية |

استمر القتال وتبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله على عدة جبهات، ففيما استهدفت غارات جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، أطلق الحزب صواريخ استهدفت قوات شرقي بلدة الخيام، وفيما اتهمت إيطاليا، حزب الله مسؤولية هجوم على قوة يونيفيل أسفر عن جرح 4 من جنودها، كشف مصدر بالحكومة اللبنانية، عن اتضاح تفاصيل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار.

وضربت غارات إسرائيلية، جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أمس، ما أسفر عن مقتل 5 مسعفين على الأقل، كما اشتبكت قوات برية مع مقاتلين من حزب الله في الجنوب.

وذكرت وزارة الصحة اللبنانية، أن ضربات إسرائيلية على قريتين أخريين في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 5 مسعفين من قوة إنقاذ تابعة لحزب الله. وأضافت الوزارة، أن أكثر من 3500 شخص قتلوا في الضربات الإسرائيلية على مدى أكثر من عام حتى الآن من بينهم أكثر من 200 مسعف.

وقال حزب الله، إنه أطلق صواريخ على قوات إسرائيلية شرقي بلدة الخيام أربع مرات على الأقل، أمس. بدورها، أشارت مصادر أمنية لبنانية، إلى أن القوات الإسرائيلية تقدمت أيضاً في سلسلة من القرى إلى الغرب كذلك. وأضافت المصادر أن إسرائيل تحاول على الأرجح عزل الخيام قبل استهداف البلدة بهجوم كبير.

هجوم واتهامات

في الأثناء، أعلنت الحكومة الإيطالية، أمس، أن 4 جنود إيطاليين أصيبوا بجروح طفيفة خلال هجوم جديد على قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، محملة حزب الله المسؤولية. وفي وقت لاحق، أفادت قوة يونيفيل، بأن الجنود أصيبوا جراء إطلاق صاروخين من عيار 122 ملم على مقر قيادة القطاع الغربي في بلدة شمع، مرجحة أن يكون حزب الله مسؤولاً عن إطلاق الصاروخين.

وقالت رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، في بيان: بلغني بشديد الاستياء والقلق أن هجمات جديدة استهدفت المقر الإيطالي لقوة اليونيفيل في جنوب لبنان وأصابت جنوداً إيطاليين.. هذه الهجمات غير مقبولة وأكرر دعوتي الأطراف الموجودين لضمان أمن جنود اليونيفيل في كل الأوقات.

والتعاون لتحديد هوية المسؤولين عن الهجوم سريعاً. وعززت قوة (يونيفيل) الرولية الإيطالية بتأكيدها أن إصابة الجنود الـ 4 إثر صاروخين ألقت باللائمة في إطلاقهما على حزب الله أو مجموعات مرتبطة به.

ظروف مزرية

إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء الظروف المزرية في سوريا لدرجة أن بعض اللبنانيين الذين فروا إليها بحثاً عن ملاذ آمن من الحرب بين إسرائيل وحزب الله اختاروا العودة إلى لبنان. وقال غونزالو فارغاس يوسا، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، إن هناك أسراً لبنانية بصدد اتخاذ قرار صعب للغاية وربما يهدد حياتها بالعودة إلى لبنان، مضيفاً: هذه أعداد صغيرة للغاية، ولكن بالنسبة لنا فإن حتى الأعداد الصغيرة تعد مؤشرات مقلقة. وأوضح فارغاس يوسا، أن نحو 65% من الذين يعبرون الحدود إلى سوريا، هم مواطنون سوريون لجأوا إلى لبنان هرباً من تلك الحرب.

أرقام مقلقة

كما قالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إن قرابة 230 عاملاً صحياً ومريضاً قتلوا في لبنان منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023. وأفادت المنظمة، بأنه قُتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان، وأصيب 199 آخرون، في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 18 نوفمبر 2024.

وأكد عبد الناصر أبو بكر، ممثل المنظمة في لبنان، أن هذه الأرقام مقلقة للغاية. وأوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان، أن هذه الأرقام تأتي من نظام ترصُّد الهجمات على الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. وعزا أبو بكر المعدل المرتفع إلى تزايد عدد سيارات الإسعاف التي طالها القصف في لبنان، مشيراً إلى أن الضغوط على النظام الصحي في لبنان أكبر من أي وقت مضى.

تفاصيل مفاوضات

سياسياً، قالت مصادر بالحكومة اللبنانية، أمس، إنه جرى توضيح أغلب التفاصيل في المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله بشأن وقف إطلاق النار، إلا أنه لا يزال هناك خلاف بشأن الإطار الزمني الذي سينسحب الجيش الإسرائيلي في ظله من لبنان، وفق المصادر. وأضافت المصادر، أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل لاتفاق، ومتى سيحدث ذلك.

مشيرة إلى أن الأسبوع المقبل سيكون مهماً. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول دفاع إسرائيلي رفيع المستوى، أن هناك فرصة كبيرة لوقف إطلاق النار، وقالت المصادر إن نقطة خلاف واسعة ما زالت المطلب الإسرائيلي بالاحتفاظ بحرية التصرف في ما يتعلق بالتهديدات المستقبلية في لبنان.