الليطاني.. نهر يشتعل على ضفتيه الصراع اللبناني الاسرائيلي.. لماذا؟

الليطاني
الليطاني

رغم أن طوله لايزيد على 170 كم إلا أن نهر الليطاني تفوق على نهر النيل والمسيسيبي الأطول في العالم، وأصبح الأشهر إعلامياً، بل إن طاولات المفاوضات بين اسرائيل ولبنان يكون هو سيد الحديث عليها ومحور نقاشاتها، وخاتمة اتفاقياتها.. فما حكاية هذا النهر؟

ينبع نهر الليطاني من قرية العليق قرب بعلبك في سهل البقاع ويصب في البحر المتوسط شمال مدينة صور ويبلغ طوله 170 كلم وتبلغ قدرته المائية تقريباً 770 مليون م3 سنوياً، ويقسم جنوب لبنان إلى نصفين، جنوب الليطاني وشمال الليطاني، وتركز الاتفاقيات مع إسرائيل على جنوب نهر الليطاني لأسباب استراتيجية وعسكرية وأمنية، حيث يعتبر جنوب النهر منطقة استراتيجية بسبب قربها من الحدود الإسرائيلية، وتركز إسرائيل في اتفاقيتها مع لبنان على إبعاد قوات حزب الله إلى شمال النهر بهدف إنشاء منطقة عازلة خالية من الأنفاق والمنشآت القتالية حيث ينتشر الحزب في منطقة الجنوب وفيها قواعده وترسانته العسكرية.

استراتيجياً

جنوب نهر الليطاني منطقة ذات حساسية عالية لقربها من الحدود الاسرائيلية وذات أهمية أمنية كبيرة لإسرائيل، حيث شكلت هذه المنطقة صداعاً مزمناً لاسرائيل لأنها قاعدة عمليات حزب الله العسكرية وتشتمل على الأنفاق والمنشآت القتالية، وتسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة خالية من الأنفاق و الآليات التي يمكن أن تشكل تهديداً مباشراً على المستوطنات الإسرائيلية.

عسكرياً

انسحاب "حزب الله" إلى شمال النهر يهدف إلى تقليل التهديدات المباشرة على إسرائيل وتأمين حدودها الجنوبية، ومنع تكرار سيناريوهات مشابهة لهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 على غلاف غزة، حيث تشكل الأنفاق تهديداً كبيراً.

أمنياً:

إنشاء منطقة عازلة يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، لكنه في المقابل يتيح لإسرائيل مراقبة التحركات العسكرية بشكل أفضل و مراقبة التهديدات المحتملة.

نهر الليطاني .. 1701

يلعب نهر الليطاني دورًا مهمًا في القرار 1701 حيث يتضمن عدة بنود تتعلق بالمنطقة المحيطة بالنهر منها إنشاء منطقة خالية من الأسلحة، حيث ينص القرار 1701 على إنشاء منطقة خالية من الأسلحة بين نهر الليطاني والخط الأزرق (الحدود بين لبنان وإسرائيل)، باستثناء الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، كما يدعو القرار إلى تعزيز وجود القوات المسلحة اللبنانية في جنوب نهر الليطاني لضمان تنفيذ بنود القرار ومنع أي نشاطات عسكرية غير مشروعة، وتم تعزيز قوات اليونيفيل بموجب القرار 1701، حيث تم تكليفها بمساعدة القوات المسلحة اللبنانية في تأمين المنطقة بين نهر الليطاني والخط الأزرق.

عملية الليطاني

ويعتبر نهر الليطاني شاهداً على الصراع الاسرائيلي اللبناني، حيث أطلقت إسرائيل على أول اجتياح معلن لجزء من جنوب لبنان في عام 1978 اسم "عملية الليطاني"، وسعت إلى السيطرة على المنطقة المحيطة بالنهر لتأمين مصادر المياه وتقليل التهديدات الأمنية من "حزب الله".

وتكررت العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان في أعوام 1982 و1993 و1996 و2006، حيث كانت مياه الليطاني دائمًا جزءًا من الأهداف الاستراتيجية لهذه العمليات.

مياه النهر

تعاني إسرائيل من أزمة مائية مستمرة، مما يزيد من أهمية نهر الليطاني كمصدر محتمل لتلبية احتياجاتها المائية، في الستينيات، بدأت إسرائيل في استغلال الموارد المائية لديها وتزايد الاستهلاك، حيث أصبحت الحاجة إلى موارد جديدة ملحة نتيجة زيادة عدد السكان ما جعل مياه نهر الليطاني نقطة توتر بين لبنان وإسرائيل، حيث تسعى إسرائيل إلى تأمين مصادر المياه بينما يحاول لبنان الحفاظ على سيادته على موارده الطبيعية، ونهر الليطاني ليس فقط مصدرًا مائيًا حيويًا للبنان، بل هو أيضًا جزء من الصراع الإقليمي المستمر حول الموارد المائية في الشرق الأوسط.

اتفاق وقف النار

وعاود اسم نهر الليطاني في الظهور الإعلامي بشكل واسع في الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان، حيث كان من بنود الاتفاق أن ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً شمالي الحدود مع إسرائيل، وينشر الجيش اللبناني قواته في جنوب الليطاني (نحو 10 آلاف جندي) بما يشمل 33 موقعاً على الحدود مع إسرائيل .

نهر الليطاني هو أطول أنهار البلاد اللبنانية وأكبرها وأهمها استراتيجياً، حتى اعتبرته لجنة «كلاب» الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة عام 1949 «مفتاح مستقبل لبنان».

نهر الليطاني هو أطول أنهار البلاد اللبنانية وأكبرها وأهمها استراتيجياً و«مفتاح مستقبل لبنان»، وتتمحور على ضفتيه، أمن واستقرار لبنان.