عولمة الحل.. هل تنقذ غزة ولبنان معاً؟

عولمة الحل.. هل تنقذ غزة ولبنان معاً؟
عولمة الحل.. هل تنقذ غزة ولبنان معاً؟


على وقع الحصيلة المروعة لطاحونة الحرب التي انتقلت من غزة إلى بيروت، وفي ضوء الخشية من أن تشعل كرة النار حريقاً إقليمياً، تنهض مساع دبلوماسية لإخماد الحرب، وأن يجري التفاوض تحت النار على الجبهتين.
وفي خضم حملتها الجوية المستمرة على لبنان، ترسم إسرائيل مشهدية فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، محاولة كبح جماح حزب الله، توطئة لعودة آمنة لمستوطني الشمال، الذين فروا من مستوطناتهم مع بدء سهام الشمال، وفق التسمية الإسرائيلية.


ووفق مراقبين، فإن نجاح الجهود الدبلوماسية في فرملة اتجاه بوصلة الحرب نحو نقطة المواجهة الأكثر سخونة وشمولية، بحيث تتوسع دائرة النار لتطال دولاً أخرى في الإقليم، مرهون بالجغرافيا، ففي حين تصر إسرائيل على الفصل بين المسارين، يبدو حزب الله أكثر تصميماً على تفاهمات شاملة للبنان وغزة في آن. وبرأي النخب السياسية، فإن عولمة الحل قد تكون طوق النجاة لكل من غزة ولبنان، لاسيما قبل أن تغمس دول أخرى يدها في وليمة النار، فيزداد المشهد تعقيداً.


ويقول الباحث والمحلل السياسي، سليمان بشارات، إن الحل الأكثر شمولية يتضمن وقفاً لإطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان معاً، ودون ذلك، ستمضي الحرب إلى فصول أعتى وأشمل، وربما يصعب التراجع عنها، مشدداً على أن الحل مع العاصفة الأولى في الإقليم، والمقصود هنا انتقال الحرب من غزة إلى لبنان، وحصرها فيهما، سيظل متاحاً.


ويضيف: في انتظار تلمس أول خيوط الدبلوماسية لتهدئة التوترات في الإقليم، فإن لبنان سيمضي على طريق غزة في مسار التفاوض تحت النار، إذ من المتوقع أن تواصل إسرائيل محاولاتها فك المسار اللبناني عن غزة، الأمر الذي يرفضه حزب الله وعليه، فدون استدارج حل بالتوازي ما بين غزة وبيروت، فإن ملعب الحرب سوف يتسع.


مناخات متناقضة
وتحت ركام الغارات في غزة ولبنان، سقطت محاولات عدة لوقف الحرب، لكن اللافت بعد اشتعال جبهة لبنان، وجود مناخات متناقضة حيال الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإسرائيل ألمحت على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، بالجنوح إلى التهدئة على جبهة لبنان، لكنها تصر على استمرار القتال على جبهة غزة، حتى تحقيق أهدافها، وإن أوشكت الحرب على إنهاء عامها الأول دون تحقيق تلك الأهداف. وهناك في الجانب الإسرائيلي من وصفوا الشق المتعلق بقطاع غزة كأنه حقل ألغام يعترض طريق الحل على الجبهة اللبنانية، إذ تصر إسرائيل على ملاحقة حزب الله وضرب معاقله واغتيال قادته، بهدف إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، وفي خلفيات الرفض الإسرائيلي ربط مساري غزة ولبنان عدم منح حزب الله أي فرصة لالتقاط الأنفاس أو استجماع القوى.


تهاوي فرص
ومع تهاوي فرص التسوية السياسية، يبقى جحيم الحرب على حاله في كل من غزة ولبنان، ومشاهد الدمار والضحايا والنزوح هي ذاتها، ما يعطى المواجهة منحنى أكثر شراسة، مع خشية الأطراف مجتمعة من فتح أبواب أخرى للجحيم، تحاذر المنطقة برمتها دخولها. ولم تخف أوساط سياسية مخاوفها من أن تدمر الحرب لبنان على غرار غزة، وتالياً الانزلاق نحو هاوية حرب إقليمية شاملة، ما يدفع بالأطراف الراعية للعملية السياسية كي تخف مسرعة نحو الوساطة، التي وفق مراقبين لن تخرج عن عولمة الحل، لكسر سردية الحرب.