معظمهم سوريون.. أكثر من 30 ألفاً عبروا من لبنان إلى سوريا

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة أن أكثر من 30 ألفا، معظمهم سوريون، عبروا من لبنان إلى سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله والذي أودى بحياة المئات في لبنان.

وقال جونزالو فارجاس يوسا ممثل المفوضية في سوريا إن نحو 80 بالمئة ممن يعبرون الحدود سوريون ونحو 20 بالمئة لبنانيون. وأضاف أن نصفهم أطفال وقصر وأن عدد من يعبرون من الرجال أقل من النساء.

وتابع قائلا في مؤتمر صحفي "يعبرون من دولة في حرب لدولة تواجه أزمة منذ 13 عاما" ووصف ذلك بأنه خيار بالغ الصعوبة.وأضاف "سنرى في الأيام القليلة المقبلة العدد الذي سيحذو حذوهم".

يتسارع المشهد على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع بدأ الجيش الإسرائيلي "الاثنين"، عملية برية في جنوب لبنان، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف بالدبابات على مناطق الجنوب.

وتوغلت دبابات إسرائيلية في رميش جنوبي لبنان، في ظل انقطاع الكهرباء، ودوى هدير الدبابات في مناطق حدودية بالجنوب اللبناني.

وأعلنت أمريكا، مساء "الاثنين"، أن إسرائيل "تنفّذ حاليا" عمليات محدودة داخل الأراضي اللبنانية.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحفيين: "هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حالياً عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود".

وأفادت وكالة رويترز عن مصدر أمني أن "الجيش اللبناني انسحب مسافة 5 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل".

أعلنت بريطانيا مساء الإثنين أنّها استأجرت رحلة جوية تجارية لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان حيث بدأ الجيش الإسرائيلي لتوّه عملية بريّة ضد أهداف تابعة لحزب الله على تخوم الحدود بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إنّ هذه الطائرة ستغادر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يوم الأربعاء.

ونقل البيان عن وزير الخارجية ديفيد لامي قوله إنّ "سلامة المواطنين البريطانيين في لبنان تظلّ أولويتنا الأولى".

وأضاف "لهذا السبب، استأجرت حكومة المملكة المتحدة رحلة جوية لمساعدة أولئك الذين يرغبون في المغادرة. من الضروري أن تغادروا الآن لأنّ عملية إجلاء لاحقة قد لا تكون مضمونة".

وأوضح البيان أنّ الأولوية في هذه الرحلة ستكون لإجلاء المواطنين البريطانيين "الضعفاء".

وكانت بريطانيا أعلنت الأسبوع الماضي أنها نشرت 700 عسكري في قبرص استعدادا لإجلاء محتمل لرعاياها من لبنان.

وأوقفت غالبية شركات الطيران رحلاتها من وإلى بيروت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء أنّه شنّ عملية "برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف" في جنوب لبنان ضد أهداف تابعة لحزب الله.

استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان منير المقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة فتح، بحسب ما أفاد قيادي من داخل المخيم وكالة فرانس برس.

وقال القيادي طالبا عدم ذكر اسمه إنّ "الغارة الإسرائيلية استهدفت منزل نجل اللواء منير المقدح"، مؤكدا أنها أسفرت عن "وقوع إصابات"، لكن من دون أن يتأكد في الحال ما إذا كان المقدح، الذي تقول إسرائيل إنّه قائد "كتائب شهداء الأقصى" في لبنان، موجودا داخل المنزل لحظة استهدافه أم لا.

وكانت إسرائيل أعلنت في أغسطس أنّها اغتالت في غارة جوية مماثلة شقيق المقدح، خليل المقدح الذي أكّدت يومها أنه كان أحد قادة كتائب شهداء الأقصى.

ويومها قال الجيش الإسرائيلي إنّ الشقيقين المقدح "يعملان لصالح الحرس الثوري الإيراني" و"متورطان في قيادة هجمات إرهابية وتهريب أموال وأسلحة لأنشطة إرهابية" في الضفة الغربية.

والإثنين، أعلنت حركة حماس أنّ قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين قُتل في غارة في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مع زوجته وابنه وابنته. وأكدت إسرائيل لاحقا أنها قتلته.

وشنّت إسرائيل في الأيام الأخيرة الكثير من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، واستهدفت فجر الإثنين قلب بيروت للمرة الأولى منذ أن فتح حزب الله قبل عام جبهة "إسناد" غزة.

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقتل ثلاثة من أعضائها في هذه الغارة في منطقة الكولا.

وأكدت إسرائيل لاحقا أنها قتلت اثنين من قياديي الجبهة هما مسؤول منطقة لبنان نضال عبد العال، والمسؤول العسكري في لبنان عماد عوده.
وفجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ عملية "برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف" في جنوب لبنان ضد أهداف تابعة لحزب الله، وذلك على الرغم من الدعوات الدولية للتهدئة.

أرسلت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام لمراقبة الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل في عام 1978 بعد أن غزت إسرائيل جنوب لبنان.

ويجدد مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا سنويا تفويض العملية المعروفة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وفي أعقاب حرب استمرت شهرا بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية عام 2006، عزز مجلس الأمن التفويض الممنوح ليونيفيل وفق القرار رقم 1701.

* ما الخط الأزرق؟

الخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة ويفصل لبنان عن إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها.

وانسحبت القوات الإسرائيلية إلى الخط الأزرق بعد رحيلها عن جنوب لبنان في عام 2000. وأي اجتياز غير مصرح به للخط الأزرق برا أو جوا من أي جانب يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

* أين تعمل قوات حفظ السلام؟

تمتد منطقة عمليات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من نهر الليطاني في الشمال إلى الخط الأزرق في الجنوب. ويشير موقع البعثة على الإنترنت إلى أنها تتألف من أكثر من 10 آلاف جندي من 50 دولة ونحو 800 موظف مدني.

* علام ينص القرار 1701؟

يسمح القرار لقوات حفظ السلام بمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء منطقة العمليات خالية من الأسلحة أو المسلحين غير التابعين للدولة اللبنانية.

وأثار هذا احتكاكا مع جماعة حزب الله التي تسيطر فعليا على جنوب لبنان على الرغم من وجود الجيش اللبناني.

وينص القرار 1701 أيضا على أن "تتخذ بعثة حفظ السلام كل الإجراءات اللازمة في مناطق انتشار قواتها وبما تراه ضمن قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها في أنشطة قتالية من أي نوع".

* كيف تتعامل قوات حفظ السلام مع انتهاكات القرار 1701؟

بعثة حفظ السلام ملزمة بالإبلاغ عن جميع الانتهاكات لمجلس الأمن الدولي. ويقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا إلى المجلس كل أربعة أشهر، "أو في أي وقت يراه مناسبا"، بشأن تنفيذ القرار 1701.

ويفيد موقع يونيفيل على الإنترنت بأن قوات حفظ السلام تتخذ تدابير وقائية عند مراقبة الخط الأزرق، الذي يشمل المجال الجوي أيضا، من خلال التنسيق والاتصال وتسيير الدوريات لمنع الانتهاكات.

ففي كل مرة يحدث فيها انتهاك، "تنشر اليونيفيل على الفور قوات إضافية إلى ذلك الموقع إذا لزم الأمر لتجنب مواجهة مباشرة بين الجانبين وضمان احتواء الموقف"، وفقا لموقع اليونيفيل على الإنترنت.

وتتواصل البعثة أيضا مع الجيشين الإسرائيلي واللبناني "لتبديد الموقف وإنهائه دون أي تصعيد".

* انتهاكات

يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بانتظام عن انتهاكات لقرار 1701 من قبل الجانبين.

وذكر تقرير صدر في نوفمبر 2022 إلى مجلس الأمن أن "استمرار حزب الله وغيره من الجماعات المسلحة في الاحتفاظ بأسلحة غير مصرح بها خارج سيطرة الدولة" يشكل "انتهاكا خطيرا ومستمرا".

وقال التقرير نفسه أيضا إن "انتهاكات الطائرات والمسيرات الإسرائيلية المستمرة للمجال الجوي اللبناني تظل مصدر قلق عميق".

وتشير تقارير للأمم المتحدة إلى أن حرية حركة قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية تشهد معوقات متكررة.

ويشير أحدث تقرير قدمه الأمين العام إلى المجلس في يوليو إلى المشكلات ذاتها.

قصفت المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء عددا من المناطق في جنوب لبنان. ونفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت مناطق جنوبية عدة.

وتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي صباح اليوم، ومنذ ليل أمس، على سهل مرجعيون والخيام وكفركلا والوزاني ومجرى نهر الليطاني في منطقة الخردلي وباتجاه ديرميماس في جنوب لبنان.

وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح اليوم على منزل في بلدة الداودية الجنوبية، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة وجرح خمسة آخرين، بحسب ما أعلنت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية.

وقصفت المدفعية الإسرائيلية فجر اليوم محيط بلدة كفركلا وسهل وأطراف بلدة الخيام في ظل تحليق كثيف للطائرات المسيرة الإسرائيلية. ونفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم غارات على المنطقة بين الحين والآخر. وترافق ذلك مع سماع رشقات مدافع رشاشة ثقيلة تطلق من موقع مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للمنطقة المستهدفة.

وتعرضت قرى وبلدات جنوبية متاخمة للخط الأزرق، طوال ليل أمس وحتى صباح اليوم، لقصف مدفعي مباشر. كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار من الرشاشات الثقيلة باتجاه الأحراج والأودية والتلال المجاورة لبلدتي الناقورة وعلما الشعب في جنوب لبنان.

وأغار الطيران المسيّر الإسرائيلي ليلا، على بلدة الحوش بالقرب من مدينة صور الجنوبية. كما أغار ليل أمس على أطراف بلدة البرغلية وبلدات القاسمية وقانا والقليلة ومدينة بنت جبيل وبلدات الطيري وكونين وبليدا في جنوب لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن قواته بدأت عملية برية مركزة في جنوب لبنان.