تقف منطقة الشرق الأوسط على صفح الترقب الملتهب، في ظل التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، حيث تهدد الأولى بالرد على هجوم الأول من أكتوبر، وتهدد الثانية بالرد على الرد، إن وقع.
مسؤولون أمريكيون يرجحون أن ترد إسرائيل قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في الخامس من نوفمبر، وفقاً لشبكة «سي إن إن»، التي نقلت عنهم القول إن الرد الإسرائيلي ومستواه «لا يرتبط بتوقيت الانتخابات الأمريكية، لكنه يأخذها بالاعتبار».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، كرر أول من أمس، أن «الرد» سيكون «دقيقاً ومؤلماً»، رغم تشديده أنه «ليس من مصلحة تل أبيب فتح جبهات جديدة».
مراقبون قرؤوا في الملاحظة الأخيرة تلميحاً إلى إمكانية أن يستثني «الرد» المواقع النووية والنفطية، أو تنفيذ اغتيالات في القادة الكبار.
طهران نفسها لا تتوقع حدوث ذلك. ونقلت وكالة فرانس برس، أمس، عن وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، قولها إنه من «غير المرجح للغاية» أن تشنّ إسرائيل هجوماً على منشآت نووية رئيسة، قائلاً إنه إذا حدث ذلك، ستكون البلاد قادرة على التعويض بسرعة.
وصرّح المتحدث باسم الوكالة، بهروز كمالوندي، في مقابلة بالفيديو مع وكالة نور نيوز للأنباء «في حال وقوع هجوم على موقع رئيس: تأكدوا من أنه لن ينجح».
أما المستوى القيادي في طهران، فلا يتوقف عن التهديد بالرد «بحزم»، في حال هاجمتها إسرائيل. هذا ما أكده وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
ونقل مكتب عراقجي عنه قوله في اتصال مع غوتيريش «بينما تبذل كل الجهود لحماية السلام والأمن في المنطقة، إلا أن إيران جاهزة بالكامل لرد حازم على أي مغامرة» إسرائيلية.
منظومة ثاد
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أعلنت، الأحد الماضي، عن نشر منظومة «ثاد» في إسرائيل، لتعزيز دفاعاتها الجوية، في ضوء التوترات المتصاعدة مع إيران.
وتنقل «سكاي نيوز عربية» عن وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زادة، قوله أمس، تعليقاً على ذلك، إن الحديث عن هذه المنظومة «جزء من حرب نفسية». وأضاف: «نحن نقيّم الوضع، ولن نواجه مشكلة مع هذه المنظومة».
ويرافق نشر منظومة «ثاد» نحو 100 جندي أمريكي في إسرائيل لتشغيلها، ما يجعلهم في مواجهة مباشرة لأي تهديدات قد تتعرض لها إسرائيل من الهجمات الإيرانية.
ويشير تأخر الرد الإسرائيلي، إلى صعوبة المهمة التي يشترط تنفيذها ما يشبه المشاركة الأمريكية، أو في الحد الأدنى، ضوء أخضر، مع استعداد للدفاع عن إسرائيل إن تعرضت لرد آخر.
هذا التأخير - برأي مراقبين- مرده الوضع الحرج للإدارة الأمريكية المقبلة على انتخابات الشهر المقبل، ما يضعها في موقف يصعب عليها اتخاذ قرارات مصيرية، يترتب عليها تداعيات خطيرة.
ولذلك، قيل إن الإدارة حصلت على تأكيدات من إسرائيل، بأن «الرد» لن يطال المواقع النووية والنفطية في إيران، وربما هناك قيود أخرى، لضمان ألا تنزلق المنطقة إلى مواجهة شاملة.