رحيل البابا فرنسيس يجمع الفرقاء

صورة للبابا الراحل فرنسيس في كاتدرائية سان خوسيه
صورة للبابا الراحل فرنسيس في كاتدرائية سان خوسيه

أعلن الفاتيكان، أمس، وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية. وأثارت الوفاة حالة من الحزن والصدمة بين محبيه حول العالم.

وقال الكاردينال كيفن فاريل عبر قناة الفاتيكان التلفزيونية: «أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أُعلن وفاة قداسة البابا فرنسيس (فرانشيسكو)»، مضيفاً «في تمام الساعة 7:35 من صباح أمس (التوقيت المحلي)، توفي بابا الفاتيكان».

وبلغ البابا فرانشيسكو، الأرجنتيني الجنسية، من العمر 88 عاماً، وقد عانى من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاماً. ليغلق بذلك فصلاً من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية تخللته محاولات إصلاحية في بعض الأحيان كانت مثيرة للجدل.

البابا فرنسيس كان أول أمريكي لاتيني يتولى الكرسي البابوي، وشهد عهده تحديات عدة على الصعيدين الديني والاجتماعي.

وعلى الفور، خيّم الحزن على مدينة روما والفاتيكان وعدد من دول العالم ونُكست الأعلام في إيطاليا ذات الغالبية الكاثوليكية حداداً، وتجمع آلاف الأشخاص في ساحة القديس بطرس بينما دقت أجراس الكاتدرائية الكبرى حزناً.

وصفت التعبيرات الأولية من الزوار والمقيمين الحدث بأنه خسارة للكنيسة والعالم، معبرين عن تقديرهم لجهوده من أجل السلام والخير، وتوالت ردود الفعل من القادة السياسيين وعدد من الشخصيات حول العالم، مسلطة الضوء على الأبعاد السياسية والدبلوماسية لشخصيته، ونعى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أخاه في الإنسانية، قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.

رسالة الإنسانية

وأكد شيخ الأزهر، أن البابا فرنسيس كان رمزاً إنسانياً من طراز رفيع، لم يدخر جهداً في خدمة رسالة الإنسانية، وقد تطوَّرت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان في عهده، بدءاً من حضور قداسته لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، مروراً بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التي لم تكن لتخرج للعالم لولا النية الصادقة، إلى غير ذلك من اللقاءات والمشروعات المشتركة التي توسَّعت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الماضية، وأسهمت في دفع عجلة الحوار الإسلامي ــ المسيحي.

وذكر شيخ الأزهر للبابا فرنسيس حرصه على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت إنصافاً وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة.

ونعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بابا الفاتيكان فرنسيس وأصدر بياناً موجزاً ​​على مواقع التواصل الاجتماعي عقب وفاته.

وكتب ترامب في رسالة موجزة على موقع «تروث سوشيال»: «ارقد بسلام أيها البابا فرنسيس! رحم الله البابا فرنسيس وجميع من أحبوه!».

وشارك البيت الأبيض منشوراً تذكارياً للبابا فرنسيس الراحل، كتب فيه «ارقد بسلام» إلى جانب صور للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس وهما يلتقيان بالبابا.

والتقى ترامب خلال ولايته الأولى بفرنسيس في الفاتيكان عام 2017، بينما التقى فانس بفرنسيس لفترة وجيزة، الأحد، قبل يوم واحد فقط من وفاته.

أمل

ونعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البابا فرنسيس، وقال في بيان: «من بوينس آيرس إلى روما، أراد البابا فرنسيس أن تجلب الكنيسة الفرح والأمل لأشد الناس فقراً، وأن توحد الناس مع بعضهم البعض ومع الطبيعة. فليُبعث هذا الأمل بلا انقطاع بعده».

قيم الإنسانية

في الأثناء، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البابا فرنسيس بأنه «مدافع ثابت عن القيم العليا للإنسانية والعدالة»، مشيداً بدوره في تشجيع الحوار بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية والتفاعل بين روسيا والكرسي الرسولي. من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تحزن لفقدان زعيم «عرف كيف يمنح الأمل... وصلى من أجل السلام في أوكرانيا»، واصفاً ذكراه بـ«الخالدة».

وأشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بـ«الراعي العظيم»، الذي حظيت بصداقته ونصائحه، مؤكدة أن «تعليمه وإرثه لن يضيعا»، كما وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر البابا بأنه «زعيم شجاع» و«بابا الفقراء» الذي تواصل مع الناس من جميع المعتقدات، مشيراً إلى تواضعه العميق كمصدر لقيادته.

خسارة

من جهته، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن وفاة البابا تمثل «خسارة جسيمة للعالم أجمع إذ كان صوتاً للسلام والمحبة والرحمة».

وقدم السيسي تعازيه، معتبراً أن رأس الكنيسة الكاثوليكية كان «شخصية عالمية استثنائية، كرّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان».

كما نعى الرئيس اللبناني جوزيف عون البابا فرانشيسكو، معتبراً أن لبنان خسر برحيله «صديقاً عزيزاً ونصيراً قوياً».

اقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس.. وقفات تاريخية لإحلال السلام ووصية أخيرة لغزة

5 مرشحين لخلافة البابا

الجنازة والدفن.. بساطة بلا مبالغة

"حكماء المسلمين": البابا فرنسيس وهب حياته لنشر قيم المحبة والتعايش