مباحثات في القاهرة حول «غزة بعد الحرب»

طفل فلسطيني بين أنقاض مبنى دمره قصف إسرائيلي في النصيرات
طفل فلسطيني بين أنقاض مبنى دمره قصف إسرائيلي في النصيرات

أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس، أن وفدين من حركتي فتح وحماس يبحثان في القاهرة سبل تمكين السلطة الفلسطينية من تولّي الأمور بشكل كامل في قطاع غزة بعد الحرب.

وقال عبدالعاطي في المؤتمر الوزاري لإغاثة غزة المنعقد في القاهرة: «هناك وفدان لحركتي فتح وحماس هنا في القاهرة يتشاوران لسرعة التوصل إلى تفاهم مشترك في ما يتعلق بإدارة الأمور الحياتية في القطاع تحت السيطرة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي يتم تمكين السلطة الفلسطينية لتولّي الأمور بشكل واضح وكامل بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي».

وكان قيادي في حركة حماس لم يكشف عن اسمه قال إن وفد الحركة بقيادة خليل الحية التقى وفداً قيادياً من «فتح» بقيادة عزام الأحمد، «وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وإدارة غزة حال انتهاء الحرب». وذكر أن المناقشات مع فتح تجري برعاية مصرية وتركّزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية.

وأكد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة جمال عبيد، في اتصال هاتفي حصول اللقاء، معتبراً أن اللقاءات بين الحركتين مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني.

واقترحت مصر تشكيل لجنة مكونة من خبراء متخصصين مستقلين، وتشرف عليها السلطة الفلسطينية، لإدارة غزة فور انتهاء الحرب. وقال مسؤول قريب من المحادثات إن هناك تقدماً لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.

وأجرى مسؤولون أمنيون مصريون محادثات أيضاً مع «حماس» بشأن سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة إن «حماس» متمسكة بشروطها بأن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية، لكنها ستبدي المرونة اللازمة لتحقيق ذلك.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، إنه يعتقد أن فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق بشأن الأسرى أصبحت الآن أفضل. يأتي هذا فيما يستمر القصف والتهجير الجماعي في غزة. وقصفت قوات إسرائيلية منازل في شمال القطاع خلال الليل، وقال مسعفون فلسطينيون إن غارة جوية على أحد المباني في بلدة بيت لاهيا أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً.

وذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن المستشفيات الثلاثة التي تعمل بالكاد في المنطقة أصبحت غير قادرة على التعامل مع عدد الجرحى، فيما لا يزال آخرون مفقودين ولم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم. وأوضح سكان أن منازل تعرضت للقصف واشتعلت النيران في بعضها في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تدمير وقتل وتهجير منذ عدة أسابيع.

وذكروا أن طائرات إسرائيلية مسيرة ألقت قنابل على مدرسة تؤوي عائلات نازحة.