ترامب يحذر: الإفراج عن الرهائن قبل 20 يناير أو دفع ثمن باهظ

دعا دونالد ترامب الرئيس الأميركي المنتخب إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة قبل  20 يناير موعد تنصيبة محذراً من أن الثمن سيكون باهظاً وعواقبه وخيمة.

ودون ترامب على منصته "تروث سوشل"، "إذا لم يطلق سراح الرهائن فإن الثمن الذي سيدفع في الشرق الأوسط سيكون باهظا، وكذلك بالنسبة إلى المسؤولين الذين ارتكبوا تلك الفظائع ضد الإنسانية".

وأكد أن "هؤلاء المسؤولين عن هذا الحادث سيلحق بهم ضرر أكبر من أي ضرر لحق بأي شخص آخر في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل. أطلقوا سراح الرهائن الآن!".

وقال مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز فيرى أن "الولايات المتحدة لديها بالفعل طائرات بدون طيار في المنطقة تحاول العثور على الرهائن الأميركيين الذين لم يتبق سوى عدد قليل منهم ولا أحد يعرف مكانهم، ومن غير المؤكد ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا".

وأشار وايدز إلى أنه ليس متأكداً تماماً مما قد يفعله.ترامب الذي أطلق سلسلة من التهديدات ضد كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، بدون أي مزيد من التفاصيل، لكنه يقول إن فريق ترامب يعتبر أن انتخابه هو الذي جلب اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفق موقع قناة الحرة.

و يرى البعض تهديدات ترامب قد تُسرّع المفاوضات بين إسرائيل وحماس، لكن آخرين يحذرون من أن التصعيد الكلامي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويُفاقم الأزمة القائمة.

أما رئيس معهد السياسة العالمية في واشنطن، باولو فان شيراك لترامب أتمنى حظاً سعيداً في مسعاه، لكنه استبعد إطلاق سراح الرهائن قبل التوصل إلى صفقة مع حماس ووقف لإطلاق النار، واصفا طريقة الرئيس المنتخب بأنها "غريبة جدا لإدارة الدبلوماسية" قائلاً إن لدى ترامب " سمعة بأنه شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ويمكنه القيام بأشياء غريبة، لكن ليس لدي أي فكرة عما يمكن أن يفعله".

وأكد شيراك أن تهديد ترامب قد يدفع نحو تسريع وتيرة المفاوضات بين حماس والإسرائيليين.

ودعا ترامب في أكثر من مناسبة، وعلى نطاق واسع، إلى إنهاء الحرب في غزة، وأكد أنه لو كان في الحكم لما حصلت هذه الحرب أصلًا، بسبب سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها، لكنه لم يقدم أي تصور واضح بشأن المسار الذي سيتبعه لوقف إطلاق النار.

ووجهت حركة "حماس" رسالة مهمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحة أن 33 أسيرا إسرائيليا قتلوا وفقدت آثار بعضهم بسبب الجيش الإسرائيلي، وقرارت نتنياهو.

يأتي تهديد ترامب في ظل بداية مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة لبحث وقف إطلاق النار وعودة الرهائن حيث أفاد قياديان في حركة "حماس" أن وفدا قيادياً من الحركة التقى مسؤولين في الاستخبارات العامة المصرية مساء الأحد الماضي في القاهرة، وناقش معه سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

كما التقى الوفد الذي يترأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفداً من حركة "فتح" كان في زيارة القاهرة وبحث معه في "إدارة قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهراً بين إسرائيل و"حماس".

وقال قيادي في "حماس" إن الوفد القيادي الذي وصل إلى القاهرة أول من أمس السبت اجتمع مع رئيس الاستخبارات العامة بمصر اللواء حسن رشاد ومسؤولين في مقر الاستخبارات أمس الأحد، و"تمت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح" الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.

وأكد أن "حماس"، "لم تتلق أي عروض أو اقتراحات جديدة في شأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى على رغم أن جهود الوسطاء متواصلة".

وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة وساطة بين إسرائيل و"حماس" من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الآن، وأعلنت الدوحة في نوفمبر تعليق وساطتها إلى حين "توافر الجدية اللازمة" من الطرفين في المفاوضات.

وقال القيادي في "حماس"، "لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى على أساس انسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى سواء دفعة واحدة أم على مرحلتين، وإدخال المساعدات بصورة فورية والإعمار".

وكانت إسرائيل تتمسك في آخر مواقفها من الهدنة بالإبقاء على وجود عسكري في محورين استراتيجيين في القطاع.

وقال القيادي في "حماس" إن الحركة "أكدت مجدداً أنها منفتحة لمناقشة أي أفكار أو اقتراحات، وأنها معنية بوقف الحرب والعدوان والتوصل إلى اتفاق يضمن تنفيذ هذه الثوابت".

وقال قيادي آخر في "حماس" إن "مصر وقطر وتركيا تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن نتنياهو ما زال حتى اليوم يعطل"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني "ينتظر ضغطاً أميركياً ودولياً على نتنياهو لوقف حرب الإبادة والتوصل إلى اتفاق كما حدث في لبنان"، في إشارة إلى اتفاق وقف النار بين إسرائيل و"حزب الله" الأسبوع الماضي.

وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 تسبب بمقتل 1207 أشخاص، واحتجاز 251 شخصا.

وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الوقت رداً على الهجوم قصفاً مدمراً وعمليات عسكرية في القطاع تسببت في مقتل 44466 شخصاً في غزة غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.