أطلق مسؤولون في قطاع الصحة استغاثات لإنقاذ النظام الصحي في قطاع غزة، في وقت قتل الجيش الإسرائيلي 35 فلسطينياً خلال هجمات شنها أمس، على مناطق متفرقة في قطاع غزة في اليوم الـ 429 من الحرب.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح قولها هاتفياً إن الجيش الإسرائيلي قتل 11 فلسطينياً في قصف جوي لمنزل في مخيم البريج، وخمسة آخرين في هجوم على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المشاعلة بمدينة دير البلح وسط القطاع. وأوضحت المصادر بأن غالبية الضحايا أطفال ونساء.
وفي مدينة غزة، قتل الجيش الإسرائيلي عشرة فلسطينيين على الأقل خلال استهداف طائرة إسرائيلية تجمعاً للسكان بالقرب من متنزه البلدية وسط المدينة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني).
وقالت المصادر «وصلت جثث الضحايا أشلاء ممزقة إلى المستشفى فيما تم نقل عدد من الجرحى بعضهم يعانون من جروح خطيرة»، فيما لقي مسعف حتفه في قصف إسرائيلي استهدف مبنى بالقرب من مستشفى العودة في مخيم جباليا شمالي القطاع، بحسب ما أعلنت عنه مصادر طبية في المستشفى.
ثماني جثث
وتمكن مسعفون فلسطينيون من انتشال ثماني جثث لأشخاص لقوا حتفهم إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتهما في شمال مدينة رفح، فيما ذكر جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في بيان أن خمسة من القتلى نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، بينما نقل ثلاثة آخرين إلى مستشفى «الأوروبي» شرق المدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في قطاع الصحة الفلسطيني إن قصفاً إسرائيلياً أصاب مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص والحاق أضرار بالمعدات وتعطيل العمليات الجراحية.
وقال حسام أبو صفية مدير المستشفى، وهو واحد من ثلاثة مستشفيات تعمل بالكاد في شمال القطاع، إن المنشأة أصيبت بنحو 100 قذيفة دبابة وقنبلة في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية. وأضاف في بيان «الوضع في منتهى الخطورة. لدينا مرضى في وحدة العناية المركزة وآخرون ينتظرون إجراء العمليات ولا يمكن الوصول إلى غرف العمليات إلا بعد تأمين الكهرباء والأوكسجين». وقال إن المستشفى يعالج 112 جريحاً، بينهم ستة في وحدة العناية المركزة.
قصف متواصل
وأوضح أبو صفية أن هناك «عشرات الشهداء في الشوارع المحيطة بالمستشفى، إذ إن القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي يتواصل». وقال: «ندعو العالم لحماية النظام الصحي وعامليه، لم نتلقَ أي استجابة من أي جهة» واصفاً الوضع في شمال القطاع بأنه «كارثة إنسانية» ومؤكداً أن «الوضع الصحي كارثي بكل معنى الكلمة».
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن طبيباً لقي حتفه ومعه أسرته في ضربة جوية إسرائيلية بالقرب من المستشفى.
من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة محمد أبو سلمية إن «الاحتلال دمر بشكل كامل المنظومة الصحية في غزة، بما في ذلك المستشفيات»، وأكد أن «الاحتلال لا يزال يمنع سفر المعاقين والمصابين والمرضى لاستكمال علاجهم بالخارج»، لافتاً إلى أن «أكثر من 4 آلاف من المصابين فقدوا أطرافهم خلال حرب الإبادة، وحوالي 2000 آخرين أصيبوا بشلل». وأوضح أن «نحو 14 ألف مصاب ومريض ينتظرون السفر للخارج للعلاج، ولم يسمح الاحتلال سوى لـ 300 مريض بالسفر لتلقي العلاج في الخارج منذ إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر مطلع مايو الماضي».