لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «مقتنعاً» بأن تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، مخطط قابل للتنفيذ، رغم المواقف المتلاحقة الصادرة عن الفلسطينيين والمصريين والأردنيين وعموم العرب. حتى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان قال بثقة إن مقترح ترامب سيموت من تلقاء نفسه.
ووفقاً لموقع «اليوم السابع» رأى فريدمان، أن ثمة دوراً مهماً للدول العربية لحل أزمة غزة، مؤكداً أنه لا يمكنهم رفع أيديهم عن غزة. ويذهب فريدمان إلى القول إن تهجير سكان غزة لمصر والأردن غير مقبول، وأن ترامب أدرك أن فكرته مجنونة وتراجع بالفعل، ودعا الكاتب الأمريكي العرب إلى عدم القلق بشأن مقترح ترامب، ولكن تبقى الأمور في انتظار ما سوف تسفر عنه القمة العربية في 4 مارس المقبل.
فيديو ترويجي
ونشر ترامب أمس، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتخيل غزة بعد تحويلها إلى «منتجع سياحي»، ترويجاً لمشروع «ريفييرا الشرق الأوسط» الذي يحاول تنفيذه، رغم قوله قبل يومين، إن هذا «التصور» مجرد توصية ولن يفرضه. وسرعان ما انتشر الفيديو حاصداً أكثر من 15,4 مليون مشاهدة على موقع إنستغرام خلال ساعات من طرحه أمس، حوالي الساعة 05,00 بتوقيت غرينتش.
يمتد مقطع الفيديو 33 ثانية وعنوانه «غزة 2025- واتس نكست» (ما التالي؟)، ويظهر أطفالاً يخرجون من بين الركام إلى شاطئ تحاذيه ناطحات سحاب، حيث يستمتع الملياردير إيلون ماسك بوجبة محلية، ويتم إلقاء أوراق نقدية تتطاير في الهواء.
ويَظهر ترامب مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو يستجمان على الشاطئ، كما يظهر تمثال ضخم مذهب لترامب، وتماثيل صغيرة مذهبة وبرج يحمل اسم «ترامب غزة»... وترافق الفيديو أغنية تشيد بـ «ترامب غزة - نمبر وان» (رقم واحد).
وأثار المخطط موجة انتقادات دولية، وخصوصاً من الدول العربية التي رفضت بالإجماع أي احتمال لإخراج الفلسطينيين من غزة. وانتقد فلسطينيون في غزة الفيديو. وقال ناصر أبو حدايد (60 عاماً) من مدينة خان يونس في جنوب القطاع، إن فيديو ترامب «فيه مغالطة وعدم فهم لثقافتنا». وأضاف «يجب أن يقول له مستشاروه إن من المستحيل أن يتحقق هذا المخطط لتصبح غزة مكاناً سياحياً مثل إيطاليا أو إسبانيا».
وصاية مصرية!
وعبرت مصر عن رفضها أي مقترحات تلتف حول ثوابت الموقف المصري والعربي والأسس السليمة للتعامل مع جوهر الصراع والتي تتعلق بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال بيان للخارجية المصرية، إن المقترحات المتداولة بشأن مستقبل غزة تعتبر أنصاف حلول.. وتسهم في تجدد حلقات الصراع بدلاً من تسويته بشكل نهائي، كما نقل موقع «سكاي نيوز عربية».
وشدد البيان رداً على مقترحات متداولة بشأن الحوكمة خلال المرحلة المقبلة في غزة، وآخرها مقترح تولي مصر إدارة القطاع لفترة زمنية، بأن «الارتباط العضوي بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية باعتبارها أراضي فلسطينية تمثل إقليم الدولة الفلسطينية المستقلة ويجب أن تخضع للسيادة وللإدارة الفلسطينية الكاملة».
وفي وقت سابق، قدم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في واشنطن، خطة لمستقبل غزة أطلق عليها اسم «الحل المصري» تقوم على فرض مصر وصايتها على القطاع لسنوات، مقابل «سداد ديونها». وقال لابيد إن خطته تقوم على فرض وصاية مصرية على القطاع لفترة تتراوح بين 8 إلى 15 عاماً، بهدف ضمان الأمن على الحدود الجنوبية لإسرائيل، وإعادة إعمار القطاع بعد إزالة حركة حماس من الحكم.
قنبلة موقوتة
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات أدلى بها، أمس، في الدوحة، إن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مناطق أخرى سيكون بمثابة قنبلة موقوتة في الشرق الأوسط.
وكانت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب قالت لوكالة فرانس برس الثلاثاء، إنّ المنظمة الأممية لن تشارك في أي نوع قسري من الإخلاء للفلسطينيين من غزة. وأوضحت أنّ أيّ نزوح من هذا القبيل سيكون «خطاً أحمر» للحكومات في المنطقة.
وقالت بوب، التي زارت غزة الأسبوع الماضي: «أنت ترى المباني التي دمرت بالكامل، ترى الأنقاض والسيارات المحترقة». وأضافت «رأيت الناس على جانب الطريق في ظل مبانٍ منهارة يتحلقون حول المواقد ليحاولوا البقاء دافئين».
كل المواقف التي تحيط بمخطط أو «تصور» ترامب، تؤكد أنه أقرب للتهور منه إلى مخطط قابل للتنفيذ.