عاش قطاع غزة يوماً صعباً من الغارات التي أودت بحياة العشرات في أكثر من مكان، وفيما أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية، أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، قيام الجيش بتجزئة القطاع والسيطرة على مساحات واسعة منه لاستعادة الرهائن.
وأعلنت إسرائيل، أمس، توسيع عملياتها العسكرية لضم مناطق واسعة من غزة إلى ما تسميه المنطقة الأمنية المحيطة بالقطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن «العملية العسكرية في غزة تتوسع لتدمير مقاتلي حماس والبنية التحتية الإرهابية وإخلاء المنطقة منهم، ووضع اليد على مناطق واسعة سيتم دمجها في المناطق الأمنية الإسرائيلية»، مضيفاً: «أدعو سكان غزة إلى التحرك الآن لطرد حماس وتسليم كل الرهائن».
وأسفرت ضربات إسرائيلية على القطاع، أمس، عن مقتل 68 شخصاً على الأقل، وفق ما أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة.
وأكد الدفاع المدني مقتل 68 فلسطينياً بينهم أطفال، إثر غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، واحدة منها استهدفت مبنى يضم عيادة طبية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 19 فلسطينياً بينهم 9 أطفال.
كذلك أفاد الدفاع المدني الفلسطيني، بمقتل 15 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في غارتين إسرائيليتين استهدفتا فجراً منزلين في رفح في الجنوب، والنصيرات في وسط القطاع.
وأشار الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إلى سقوط 13 قتيلاً وعشرات المصابين جراء قصف الطائرات لمنزل يؤوي نازحين في وسط خان يونس، عدد منهم من الأطفال، فيما سقط قتيلان آخران إثر استهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً لمنزل في مخيم النصيرات.
بدوره، أعلن نتانياهو، أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتجزئة قطاع غزة والسيطرة على مساحات فيه من أجل استعادة المحتجزين. وقال نتانياهو: إن الجيش يقوم بتجزئة القطاع وزيادة الضغط تدريجياً لكي تعيد «حماس» الرهائن.
مضيفاً أن إسرائيل تسيطر على أراضٍ، وتضرب المسلحين وتدمر البنى التحتية. كما كشف عن أن إسرائيل تعمل على إنشاء ممر أمني جديد عبر غزة.
إلى ذلك، ندد منتدى عائلات المحتجزين في غزة باستئناف الحرب ووصفه بأنه مروع، قائلاً: «عوضاً عن تحرير الرهائن بالتوصل لاتفاق ووضع حد للحرب، ترسل الحكومة المزيد من الجنود إلى غزة للقتال في المناطق ذاتها التي سبق أن قاتلت فيها مراراً.. فسروا لنا كيف تخدم هذه العملية هدف إعادة الرهائن وكيف تنوون تفادي تعريضهم للخطر».
معارضة
من جهته، شدد مساعد وزير الخارجية البريطاني، اميش فالكونر، على أن المملكة المتحدة لا تؤيد توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، معرباً عن قلقه العميق إزاء استئناف القصف المكثف على القطاع.
وقال فالكونر، إن «استمرار القتال وإراقة الدماء ليس في مصلحة أحد.. على جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، احترام القانون الإنساني الدولي».
كما أعلنت الحكومة الألمانية، دعمها لدعوات إجراء تحقيق في واقعة قتل ثمانية مسعفين في قطاع غزة. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية في برلين: نحن أيضاً نرى أن من الضروري إجراء تحقيق شامل في الحادثة. ووصفت الصور القادمة من رفح بأنها مروعة، مشددة على أن الطواقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني يجب ألا يكونوا أبداً هدفاً للهجمات.
رفض أممي
في الأثناء، رفضت الأمم المتحدة، بشدة، ادعاء إسرائيل بأن مخزون الغذاء في قطاع غزة يكفي لفترة طويلة. ووصف الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، هذا الادعاء بأنه سخيف. وقال دوجاريك في مؤتمر صحفي في نيويورك:
«إننا في نهاية إمداداتنا، إمدادات الأمم المتحدة والإمدادات التي جاءت عبر الممر الإنساني.. برنامج الأغذية العالمي لا يغلق مخابزه من أجل المتعة.. إذا لم يكن هناك دقيق وإذا لم يكن هناك غاز للطهي، لا يمكن للمخابز أن تفتح أبوابها».