أكثر من إضراب وشل للحياة وتوقف للخدمات، وأقل قليلاً من عصيان مدني، ذلك الذي تشهده الضفة الغربية، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، ويتزامن مع اعتداءات أخذت تتصاعد من قبل المستوطنين في عموم القرى والبلدات في الضفة. هي حالة اضطراب في المشهد تتزامن مع الإضراب، الذي أعاد التذكير بفعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة بـ«انتفاضة الحجارة».
من وجهة نظر نشطاء فلسطينيين، فتجربة الإضراب الشامل والفعاليات الشعبية أكثر نجاعة في إيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم، وحثه على التحرك الجاد لوقف القتل والدمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، أو شمال الضفة.
ولم يسبق أن ضربت إسرائيل بمثل هذه القسوة في حروب غزة، كما لم يسبق وأن مرت الضفة بذات الزخم على مستوى التدمير والتهجير. «المشهد الفلسطيني في غزة مثقل بالدماء والدمار، ولا ينقصه جر الضفة إلى ذات الدوامة، وما يترتب على ذلك من ارتدادات دموية، لكن لم يكن بداً من الإضراب والتظاهر، كي يصل صوتنا إلى العالم»، قال أحد المتظاهرين خلال مسيرة حاشدة في رام الله، رفضاً للمجازر في القطاع.
وقال عيسى الطريفي، صاحب محل تجاري وسط رام الله لـ«البيان»: «إضرابنا يأتي في سياق الاحتجاج على مجازر الإبادة بحق أهلنا في قطاع غزة، والضفة الغربية هي حجر الزاوية في التصدي للممارسات الإسرائيلية، ولا يمكن السكوت على ما يجري، وعلى العالم التحرك العاجل لوقف شلال الدم».
ويلجأ الفلسطينيون لهذا الأسلوب من الاحتجاج، لأنهم على تجربة سابقة، إذ يعد الإضراب والعصيان إحدى أهم وسائل التعبير عن الغضب والرفض للممارسات الإسرائيلية، التي دفعت بهذا الاتجاه.