غزة.. حراك دبلوماسي والموت لا يتوقف

في حرب غزة، الوقت ليس حيادياً، فالموت يتسرب بين الدقائق والثواني، وفي كل لحظة يفقد أهالي القطاع عائلة، أو ربما تطفأ أنوار بيت أو خيمة، الدبلوماسية عادت تنشط بحثاً عن مخرج، ومن المؤكد أنها ستأخذ وقتها، لكن في قطاع غزة، الوقت من دم.

وثمة حراك سياسي أخذ ينهض ما بين القاهرة والدوحة وتل أبيب ورام الله، لكن الموت لا يتوقف للحظة في قطاع غزة، منذ أن استأنفت إسرائيل الحرب في 18 مارس الماضي، وقتلت أكثر من 1400 فلسطيني، أضيفوا إلى أكثر من 50 ألفاً في المرحلة الأولى من الحرب، وإزاء ذلك، لا تبدي «حماس» الكثير من المرونة في هذا الإطار، فهي تريد اقتراحات توصلها إلى نهاية للحرب، وليس فقط تجميدها، بحيث تعود إسرائيل لتقتل وتدمر في أي وقت.

ووفق مصدر مشارك، فهناك أزمة في المفاوضات، تقابلها جهود كبيرة للوسطاء، فالوفد المصري بحث في تل أبيب إمكانية البحث عن مخرج، وهناك اتصالات لترتيب لقاء مع قيادة «حماس»، على الأرجح أنه سيكون في الدوحة، لكن حتى الآن تقول «حماس» إنه لا يوجد جهد حقيقي أو اقتراحات بناءة، تشكل مخارج حقيقية.

المقترحات التي تحدث عنها الإعلام الإسرائيلي تقول، إن «حماس» سبق أن وافقت على إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين أحياء، بينما طالبت إسرائيل بـ 11 أسيراً، وجاءت مصر بحل وسط، يُنتظر أن يشكل جسراً لنهاية الحرب، بعد كل هذه الضحايا من المدنيين العزل في قطاع غزة.

سياسة تجويع

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، محمد دراغمة، أن إسرائيل تستخدم التجويع كوسيلة للضغط، منوهاً بضغط عسكري من خلال تعميق العمليات العسكرية جواً وبراً، وضغط إنساني على المستوى المعيشي، من خلال منع دخول المساعدات الإغاثية، وكل ذلك في سبيل الضغط على «حماس»، من أجل الاستجابة للشروط الإسرائيلية، المتمثلة بإطلاق سراح المحتجزين، ونزع السلاح، وإبعاد قادة الحركة إلى الخارج.

وأشار دراغمة إلى أن الحراك السياسي يسير باتجاهين، الأول تحرك فلسطيني يبحث في القاهرة وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإعادة دمج «حماس» في الحياة السياسية الفلسطينية، تحت شعار قانون واحد وسلطة واحدة، ورجل أمن واحد وسلاح واحد، وهذا يجنب الحركة المواجهة بعيدة المدى مع إسرائيل، تحت عنوان فرضته إسرائيل، وهو تجريد قطاع غزة من السلاح.. والثاني، تحرك مصري مع الجانب الإسرائيلي حول المقترح الأخير، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً، يجري خلالها التفاوض على إنهاء الحرب، وإنهاء ملف المحتجزين الإسرائيليين، من خلال عملية تبادل للأسرى، مضيفاً: «مصر تمارس دبلوماسية مكوكية بين تل أبيب والدوحة، في محاولة للعودة إلى الاتفاق».

نص مقترح

ولفت دراغمة إلى أن مصر لديها استراتيجيات وأمن قومي في قطاع غزة، ولذلك، فهي تتحدث مع مختلف الفصائل، بما فيها «حماس»، وتبنت الفكرة التي طرحتها السلطة الفلسطينية، وستتحدث مع الحركة بهذا الشأن.

وينص مقترح الوسطاء، على إطلاق سراح 8 محتجزين إسرائيليين أحياء، ومثلهم جثثاً، وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن 180 إلى 220 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية، وأكثر من 2000 من أسرى غزة الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، مع تمديد الهدنة من 50 إلى 70 يوماً، وبحث قضايا المرحلة الثانية في الأسبوع الثاني من بدء سريان الاتفاق.

وتعمل إسرائيل على تسييس المفاوضات، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يرى أن الاتفاق الجديد وشيك، وهنالك جهود دبلوماسية تبذل، ولكن لا يعلم أي من المراقبين كم من الوقت والجهد ستستغرق، فكما يرى العالم، الوقت من دم في قطاع غزة.