حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر من العام الماضي، في ظل منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وحذّر المكتب في بيان من أن «الوضع الإنساني الآن هو الأسوأ على الأرجح في الأشهر الـ18 منذ اندلاع الحرب»، مشيراً إلى مرور شهر ونصف شهر «منذ تمّ السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، وهي أطول فترة يتوقف فيها الإمداد حتى الآن».
وفي الثاني من مارس، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأغلقت جميع المعابر المؤدية إلى القطاع واستأنفت الحرب في 18 مارس بعد هدنة استمرّت شهرين.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنّه «بسبب إغلاق المعابر، إلى جانب القيود المفروضة داخل غزة، فإنّ نقص الإمدادات أجبر السلطات على ترشيد وتقليص عمليات التسليم».
مجازر المراسلين
وتحدثت العديد من منظمات الصحافيين في فرنسا عن «مجزرة غير مسبوقة» بحق زملائهم في غزة راح ضحيتها نحو 200 قتيل خلال 18 شهراً، داعية إلى تحركات اليوم في باريس ومرسيليا. وقالت هذه المنظمات «يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض تعتيم إعلامي على غزة، وإسكات الشهود على جرائم الحرب التي ترتكبها قواته قدر الإمكان». وبين المنظمات، النقابة الوطنية للصحافيين والاتحاد العام للعمل والكونفدرالية الديمقراطية الفرنسية للعمل ومراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحافيين ونحو أربعين مجموعة صحافية أو مكاتب تحرير لوسائل إعلام مختلفة منها وكالة فرانس برس.
وأكدت في مقال نشرته صحيفة «لوموند» أن «هذه الرغبة في عرقلة نشر المعلومات تنعكس أيضاً في رفض الحكومة الإسرائيلية السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة». ودعت هذه المنظمات إلى تظاهرات متزامنة أمام أوبرا الباستيل في باريس وعلى الميناء القديم في مرسيليا.
جريمة حرب
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي أمس، بشدة القصف الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، معتبرة ذلك «جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
كما حذّرت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أمس، من خطورة انهيار القطاع الصحي في غزة بسبب الاستهداف المباشر للمستشفيات وانقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية.
وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل فرض وقف إطلاق نار وضمان إيصال المساعدات الطبية والإغاثية والإنسانية والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة.
وأعرب محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي عن إدانته الشديدة واستنكاره البالغ للجريمة النكراء التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي عبر استهدافه المباشر للمستشفى المعمداني في غزة، ما أدى إلى خروجه الكامل عن الخدمة في انتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية كافة وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وأكد رئيس البرلمان العربي- في بيان أصدره أمس - أن هذه الجريمة تمثل حلقة جديدة في سلسلة الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي يقترفها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني واستهدافاً متعمداً للمنشآت المدنية والطبية، بما في ذلك المستشفيات التي تُعد ملاذاً إنسانياً لا يجوز المساس به تحت أي ظرف، وتجاوزاً لكل الخطوط الحمراء.