الدفاع المدني يتوقف عن العمل في شمال غزة بعد تهديدات إسرائيلية

أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الخميس عدم قدرة المنظمة الإغاثية على استكمال تقديم خدماتها في شمال القطاع المحاصر على أثر "تهديدات للطواقم بالقتل والقصف" من قبل الجيش الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس "نأسف عن تقديم الخدمة الإنسانية للمواطنين في محافظة شمال قطاع غزة بسبب تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي للطواقم بالقتل والقصف إذا بقوا داخل مخيم جباليا".

وبحسب بصل "تم استهداف الطواقم وإصابة عدد منهم، وهناك آخرون متواجدون في الطرقات ينزفون ولا يوجد أي أحد يستطيع إنقاذهم".

ونشر بصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة لشاحنة محترقة أرفقها بتعليق "مركبة الدفاع المدني الوحيدة في محافظة شمال قطاع غزة التي تم استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي وإحراقها بالكامل".

ووقعت الحادثة وفقا لبصل في منطقة مشروع بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.

الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته في منطقة جباليا وإنه "قضى على العشرات من الإرهابيين".

وفي بيت لاهيا، أجبر الجيش السكان على النزوح كما حصل مع راغب حمودة (30 عاما).

وأكد حمودة لفرانس برس عبر الهاتف أنه أجبر وزوجته وأطفاله الثلاثة على النزوح إلى مدينة غزة بعد أمر إسرائيلي بإخلاء المدرسة التي كانت مكتظة بالنازحين.

وبحسب حمودة قامت "الجرافات العسكرية بتجريف المدرسة بعد إخلائها من جميع النازحين".

وأشار حمودة إلى وجود "حواجز تفتيش وإطلاق نار على الطريق" التي سلكها قبل أن يصل إلى مركز إيواء في منطقة الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.

وأضاف "خطر الموت في كل شبر في قطاع غزة".

وكان مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة قد صرح في الأيام الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية أن طواقمه غير قادرة على الاستجابة لمناشدات المواطنين في عدة مناطق.

وقال "عدد كبير من المناشدات من المواطنين لكن للأسف غير قادرين على الدخول للمكان بسبب الخطورة الكبيرة لتلك المنطقة".

تكثيف العمليات

وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ السادس من أكتوبر الجاري عملية جوية وبرية في شمال قطاع غزة تتركز في منطقة جباليا ومحيطها.

وقال إن هدف العملية منع مقاتلي حماس من رص الصفوف وإعادة التموضع.

ووسع الجيش من عمليته بشكل مطرد وتسبب قصف صاروخي شنه الطيران الحربي على مربع سكني في بيت لاهيا في مقتل 73 شخصا على الأقل.

وكرر الجيش أوامره للسكان بإخلاء المنطقة التي تنتشر فيها نقاط تفتيش يسيطر عليها الجيش.

وأظهرت صور نقاط التفتيش حشودا كبيرة من الفلسطينيين في انتظار المرور عبر تلك الحواجز المعززة بوجود دبابات.

وأبلغ فلسطينيون عن سوء معاملة أو احتجاز واعتقال خلال محاولتهم الخروج.

بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فإن 400 ألف شخص ما زالوا في شمال قطاع غزة بما في ذلك مدينة غزة وأن عشرات الآلاف نزحوا من المناطق الشمالية التي تعرضت لعمليات إسرائيلية مكثفة داخل المحافظة ومعظمهم انتقلوا إلى مدينة غزة.

أما هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) فتقول إن 250 ألف شخص ما زالوا في شمال قطاع غزة.

من جانبها، مارست واشنطن ضغوطا على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى شمالي القطاع على اعتبار أن الكميات التي تصل "غير كافية".

لكن مسؤولين إسرائيليين نفوا الاتهامات التي تقول إن الدولة العبرية تنفذ خطة لتجويع شمال قطاع غزة.

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم.

ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت الى مقتل ما لا يقل عن 42847 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.