بعد مرور 400 يوم على الحرب، يعاني سكان قطاع غزة، وبخاصة الشمال، من مجاعة حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ بدء عمليتها البرية في 27 نوفمبر 2023، ما تسبب في وفاة عدد كبير من الأطفال وكبار السن، بينما تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من «شبح مجاعة» يخيم على الشمال تحديداً.
واعتبر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن «تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمال قطاع غزة مثير للقلق الشديد».
ودعا إلى «زيادة فورية في المساعدات الإنسانية بغزة، وتوفير وصول آمن لها، وبخاصة الغذاء والأدوية لعلاج سوء التغذية الحاد في غضون أيام وليس أسابيع». وشدد على أن «تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمال غزة مثير للقلق الشديد».
وحذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات) من وجود «احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق شمال غزة.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة: «هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي».
وحذر التقرير الذي أعد بدعم من الأمم المتحدة أمس، من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال غزة مع ازدياد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريباً.
وتوقعت اللجنة في 17 أكتوبر أن يصل عدد الأشخاص في غزة الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي بمستوى «كارثي» إلى 345 ألف شخص، أو 16 في المئة من السكان بين نوفمبر وأبريل 2025.
وصنف تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ذلك على أنه المرحلة الخامسة من التصنيف - وهو الوضع الذي «تظهر فيه بوضوح (حالات) المجاعة والموت والعوز ومستويات سوء التغذية الحاد الحرجة للغاية».
وأفادت اللجنة بأنه منذ ذلك التقرير، ساءت الظروف في شمال غزة مع انهيار أنظمة الغذاء، وتراجع المساعدات الإنسانية وظروف المياه والصرف الصحي والنظافة الحرجة.
وأضافت «يمكننا تالياً أن نفترض أن المجاعة وسوء التغذية والوفيات الزائدة بسبب سوء التغذية والمرض، تتزايد بسرعة في هذه المناطق».
وقال التقرير إن غاز الطهو ارتفع بنسبة 2612 في المئة والديزل بنسبة 1315 في المئة والخشب بنسبة 250 في المئة.
وأضاف: «بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير ومتزايد، كان هناك انهيار كامل لسبل العيش بحيث لا يمكن شراء أو مقايضة الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى».
كما أعربت اللجنة عن قلقها من قرار إسرائيل الشهر الماضي قطع علاقاتها مع وكالة الأونروا، محذرة من «عواقب وخيمة للغاية على العمليات الإنسانية».
وشكك الجيش الإسرائيلي في صدقية التقرير. وقال في بيان «تبين أن كل تقييمات لجنة مراجعة المجاعة خاطئة وغير متجانسة مقارنة بالوضع على الأرض». وأضاف «يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة».