ما تفعله إسرائيل.. تمزيق غزة إلى 4 أجزاء

نازحون يسلكون طريق «صلاح الدين» في غزة
نازحون يسلكون طريق «صلاح الدين» في غزة

باتت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مقلقة إقليمياً ودولياً، حيث تتوازى مع القصف الدامي والتهجير والنزوح المستمر في قطاع يعمل الجيش الإسرائيلي على تمزيقه إرباً، عبر إنشاء مناطق عازلة مكان أحياء سكنية كاملة سويت بالأرض، حتى باتت لغزة خارطة جديدة لم تستقر معالمها بعد، في ظل مواقف إسرائيلية معلنة عن حالة من البقاء العسكري، وربما الاستيطاني.

الأمم المتحدة دعت، أمس، إسرائيل بشكل عاجل إلى فتح منطقة شمال غزة أمام العمليات الإنسانية نظراً للاحتياجات الهائلة، موضحة أن 85 % من محاولاتها لتنسيق قوافل المساعدات والزيارات الإنسانية إلى شمال القطاع تم رفضها أو عرقلتها من قبل السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي.

مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أعرب، في بيان، عن قلقه بشأن مصير الفلسطينيين المتبقين في شمال غزة مع تواصل الحصار هناك، ودعت إسرائيل بشكل عاجل إلى فتح المنطقة أمام العمليات الإنسانية بالقدر اللازم، نظراً للاحتياجات الهائلة، كما نقلت عنه «وام».

معبر جديد

بعد ضغط أمريكي، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

لكن ثماني منظمات إغاثية بما فيها «أوكسفام» و«أنقذوا الأطفال» قالت إن إسرائيل «فشلت في الامتثال» للمطالب الأمريكية «بتكلفة بشرية هائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة».

وأكدت في بيان أن «الوضع الإنساني في غزة الآن في أسوأ حالاته منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023»، وفق وكالة فرانس برس. واعتبرت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي قررت إسرائيل حظر أنشطتها في البلاد، أن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة «غير كاف» في مواجهة الوضع «الكارثي».

الليلة الماضية توغلت القوات الإسرائيلية في مدينة بيت حانون بعد ساعات من إدخال مساعدات.

مصادر في غزة أكدت أن سماح القوات بدخول كمية قليلة من المساعدات ليس سوى عملية تضليل وخداع للمجتمع الدولي، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب في بيت حانون مجزرة بحق عائلتي شبات والكفارنة، وأصدر تهديدات بإخلاء المدينة، بعد عملية صورية أدخل خلالها ثلاث شاحنات من المساعدات، دون أن يتمكن سكان المدينة المحاصرة من الاستفادة منها. وزارة الصحة بغزة قالت إن القوات الإسرائيلية ارتكبت في غزة 5 مجازر خلال 24 ساعة، أسفرت عن مقتل 62 فلسطينياً، وإصابة 147 آخرين.

تمزيق غزة

ويقرأ متابعون لما يجري في قطاع غزة ما هو أبعد من عمل عسكري لتحقيق أهداف مباشرة، تواصل إسرائيل محاولاتها السيطرة على القطاع من خلال خلق مساحات عسكرية.

وحسبما تنقل وكالة «معا» عن مراقبين، فإن أخطر هذه المحاور وأكبرها محور نتساريم الذي يمتد بطول 8 كيلومترات من شرق القطاع إلى غربه وبعرض سبعة كيلومترات، ويدمر المنازل والمؤسسات كالجامعات والمشافي، ويصل في حده الجنوبي إلى مشارف مخيم النصيرات بعد أن ابتلع مدينة الزهراء وقرية المغراقة.

ويشمل المحور 56 كيلومتراً مربعاً، حيث تقول إسرائيل إن جيشها سيبقى في تلك المنطقة بشكل دائم.

وفي الشمال، هناك محور يقسم منطقة جباليا حالياً، وبالتالي أصبح القطاع مقسماً بشكل أساسي إلى أربعة أجزاء. وفي أقصى شمال القطاع لا يوجد أي سكان من غزة على الإطلاق.

ويشكل محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر نقطة الارتكاز الثانية لجيش الاحتلال بطول 14 كيلومتراً وعرض كيلومتر واحد، لكنه يشرف بالنار على معظم أنحاء مدينة رفح جنوب القطاع ويمنع عودة سكانها، عدا عن الرمزية السياسية، حيث يضم معبر رفح مع مصر والذي يمثل نقطة الوصل بين غزة والعالم.

المحور الثالث «مفلاسيم»، وتحاول إسرائيل من خلاله فصل مدينة غزة عن جباليا ومخيمها وبيت حانون وبيت لاهيا، لكن معالم هذا المحور غير واضحة، خاصة أنه يمر بكثافة عمرانية كبيرة. إضافة إلى ذلك تسيطر إسرائيل على مساحات واسعة على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، ما يعني أن التكتل السكاني في غزة لا يتجاوز 30 % من مساحة القطاع، وجلهم يعيشون في مراكز إيواء متحركة.