تواصل «إدارة العمليات العسكرية» في سوريا، ملاحقة فلول النظام السوري السابق وميليشياته في عدد من المحافظات، في محاولة لضبط الأمن خاصة في غربي البلاد، فيما شهدت مدن عدة في سوريا وقفات في «جمعة الحداد»، دعماً للإدارة الجديدة والترحم على ضحايا نظام المخلوع بشار الأسد.
وسبقت هذه التطورات الأمنية تصريحات لحكومة تصريف الأعمال السورية حذرت فيها دولة إقليمية من بث الفوضى في سوريا، ودعتها إلى احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها.
حيث دعت الحكومة الانتقالية السوريين إلى التماسك وعدم الانجرار خلف دعوات التخريب والتحريض، متعهدة بالعمل على حفظ السلم الأهلي في البلاد التي تترقب إطلاق عملية سياسية انتقالية. وكانت مجموعات تتبع لنظام الأسد، قد أثارت الشغب في عدد من المناطق واستهدفت عناصر أمنية، أدت إلى مقتل عدد منهم وجرح آخرين.
وأعلنت «العمليات العسكرية»، أمس، عن بدء حملة أمنية واسعة بريف حماة الغربي لملاحقة موالين للنظام السابق، بينما تمكنت في الأيام الماضية، من اعتقال مسؤولين كبار وميليشيا من فلول النظام.
حملات أمنية
وبدأت وزارة الداخلية السورية، تنفيذ حملات أمنية واسعة، لملاحقة فلول نظام الأسد في طرطوس وحمص وحماة، لضبط السلاح ومنع إثارة الشغب في تلك المحافظات، التي ينتشر فيها عدد من عناصر النظام السابق، في حين تعرضت دوريات أمنية لكمائن، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وكشفت وسائل إعلام سورية أن قوة أمنية تابعة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، قتلت مساء أول من أمس، أحد قادة مجموعة تتبع للأجهزة الأمنية في النظام السوري السابق.
وأكدت مصادر محلية سورية أن المدعو «شجاع العلي»، أحد قادة نظام بشار الأسد، قتل، في قرية بلقسة بريف حمص، بعد اشتباكات مع عناصر إدارة العمليات العسكرية السورية.
اعتقالات
ويتهم العلي بالمسؤولية عن مقتل العديد من الناشطين السوريين والمواطنين، خلال الأزمة التي عاشتها سوريا بعد عام 2011.
وأوضحت المصادر أن «العلي مقرب من الفرقة الرابعة، التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق، ومقرب أيضاً من حزب الله اللبناني».
وجاء ذلك بعد ساعات من اعتقال محمد كنجو حسن، المسؤول عن الإعدامات الميدانية بسجن صيدنايا سيئ الصيت، والملقب «بالسفاح»، بينما ألقت إدارة الأمن العام القبض على فخري درويش، وهو مدير مكتب قائد ميليشيا «لواء القدس» في حلب.
بينما ألقت إدارة الأمن العام في اللاذقية، أمس، القبض على حيان ميا، «المسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين»، بحسب وكالة «سانا».
وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، إن إدارة الأمن العام ألقت القبض على «المجرم الخارج عن القانون حيان ميا سيئ السمعة والمسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين». وحسب وسائل إعلام سورية، فإن حيان ميا شارك قوات الرئيس السوري المخلوع في مجازر ضد السوريين.
مقبرة جماعية
وذكرت إدارة العمليات العسكرية في سوريا أنها تشن حملة أمنية واسعة بريف حماة الغربي لملاحقة فلول النظام السابق، فيما أفادت وسائل إعلام سورية بالعثور على مقبرة جماعية تحوي رفات بمواقع متفرقة في مزرعة بمحيط قرية «أم القصور» بالقرب من حاجز قرية «منكت الحطب» بريف درعا.
دعم الإدارة الجديدة
من جهة ثانية، شهدت مدن عدة في سوريا وقفات في «جمعة الحداد»، للترحم على ضحايا نظام المخلوع بشار الأسد. وخرجت تظاهرة في العاصمة السورية، دمشق، حيث تجمّع المتظاهرون في ساحة الأمويين تحت عنوان «جمعة الحداد» على أرواح ضحايا النظام المخلوع خلال السنوات الماضية.
وشهد حي المزة – الشيخ سعد في دمشق تجمعاً للأهالي تكريماً للضحايا الذين قتلهم النظام المخلوع في الحي. وأقام الحاضرون صلاة الغائب على ضحايا النظام السابق ووضعوا لافتات سجلت عليها أسماء الضحايا، كما رددوا هتافات داعمة للإدارة السورية الجديدة.
كما شهدت مدن سورية تظاهرات مماثلة، حيث خرجت تظاهرة وسط مدينة حمص للتعبير عن دعم الأهالي لجهود إدارة العمليات العسكرية في توطيد الأمن بالمحافظة، وشدد المتظاهرون على ضرورة محاسبة من وصفوهم بالمجرمين التابعين لنظام المخلوع بشار الأسد.
وفي درعا جنوب البلاد شارك الآلاف من أهالي المدينة في مهرجان أطلقوا عليه «مهرجان النصر» احتفاء بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. من جهته، توعّد وزير الخارجية بالإدارة السورية أسعد الشيباني، أمس، بتقديم المتورطين بتعذيب آلاف السوريين خلال حكم النظام المخلوع إلى العدالة. وجاء ذلك في منشور على منصة إكس، بعد إقامته صلاة الغائب مع آلاف السوريين على ضحايا التعذيب.
من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية السورية إنها بدأت باستقبال طلبات المنشقين عن النظام المخلوع بين عامي 2011 و2021، الراغبين في العودة للعمل بالوزارة.