أكد وزير الداخلية الأردني مازن فراية أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لا تزال طوعية، مبيناً أنهم يستطيعون المغادرة ومعهم كل ما يمتلكونه، وأن 4600 لاجئ سوري عادوا، متوقعاً ازدياد حركة عودتهم مع تحسن الأوضاع في سوريا. ويستضيف الأردن أكثر من 1,3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وبحسب الأمم المتحدة، ثمة نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجّل في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويزور وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني الأردن قريباً لبحث سبل التعاون بين الدولتين ويناقش ملفات عديدة، ومنها ملف اللجوء والأمن والحدود والطاقة والتجارة.
يشير عضو مجلس الأعيان الأردني السابق د. طلال الشرفات أن زيارة الوفد السوري في غاية الأهمية وسيتم إجراء مباحثات حول الملف الأمني والسياسي والاقتصادي، وستشمل مناقشة ملف اللاجئين السوريين الذي يعد ضمن أولويات الأجندة، حيث إنّ طبيعة العلاقة الأردنية السورية مليئة بالتحديات وتحتاج إلى الحسم في عدد من القضايا.
وبين الشرفات أنّ هنالك حاجة إلى ترتيبات جديدة تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة، وتعزيز التعاون على كافة الأصعدة، وسيكون الأردن مسانداً للأشقاء في سوريا في سبيل تحقيق البناء والاستقرار، إضافة إلى المصير المشترك في القضايا المختلفة. توقع الشرفات بأن الأردن سيشهد تناقصاً في أعداد اللاجئين ولكن هذا الأمر مرهون بالعامل الأمني والاستقرار، فضلاً عن أهمية وجود تحرك من قبل المجتمع الدولي لإعادة الإعمار، وهذا التحرك يتضمن ترتيبات تساعدهم على تهيئة حياتهم وظروفهم.
وأكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات في أنّ ملف اللاجئين السوريين يشكل أولوية للأردن لأسباب متعددة، أبرزها عددهم الكبير الذي يزيد على مليون لاجئ، لجؤوا بسبب الحرب وظروف سوريا الداخلية، وبالنسبة للأردن فإن تغير الأوضاع في سوريا خاصة مع استقرار الوضع واتجاه الأمور إلى الحلحلة، يعني ضمناً زوال أسباب اللجوء.
وبين شنيكات أن اللاجئين تم استقبالهم لظروف إنسانية واضطرارية، والأردن كما هو معروف يواجه شحاً بموارد المياه، وتراجع المساعدات الدولية، وهذا الملف يحمّل الدولة أعباء كبيرة في ظل تراجع دعم المجتمع الدولي اتجاه مسؤولياتهم.