الزيارة النادرة التي قام بها وفد من دروز سوريا للجانب الخاضع للاحتلال الإسرائيلي من مرتفعات الجولان، ما زالت تثير جدلاً واسعاً، وبخاصة وسط الطائفة الدرزية التي عبر كثيرون منها عن رفضهم لها ومخاوفهم من التوظيف السياسي لها، سيما وأن قادة إسرائيل يرفعون لواء «الحماية» وعروض العمل لأبناء الطائفة.
وعلى الرغم من أن الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 1967 وصفت بـ«الدينية»، إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات، وبخاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة ومحاولات الاستقطاب، بينما هناك انقسامات بين أبناء الطائفة حولها.
الوفد، وقوامه 100 شخص، عبر في 3 حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتوجه شمالاً لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا، وللقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف.
وتأتي الزيارة النادرة بعد مرور ثلاثة أشهر على نهاية نظام بشار الأسد. وقالت إسرائيل إنها مستعدة لـ«حماية» العرب السوريين الدروز. ورفض الكثير من الدروز عروض إسرائيل، معتبرين أنها تحاول تقسيم سوريا عقب الإطاحة بالأسد.
ممنوع سابقاً
وكان العبور من سوريا إلى المنطقة المحتلة من الجولان ممنوعاً في الماضي. وتحمل الزيارة طابعاً دينياً، حيث جاءت تحت عنوان زيارة مقام ديني، لكنها حملت أيضاً رفضاً ومخاوف من أبناء الطائفة، وبخاصة أنها تأتي بعد التصريحات الإسرائيلية وحماية الدروز في الجنوب السوري. بينما تسعى تل أبيب إلى خلق واقع جديد في البلاد، بذريعة حماية الحدود.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الزعيم الديني الدرزي السوري يوسف جربوع، مخاوفه بشأن هذه الزيارة، مشيراً إلى أن «هذه الزيارات، رغم أنها تبدو في البداية مجرد تبادلات دينية، إلا أنها قد تستخدم لأغراض سياسية وتقوض موقف الطائفة الدرزية تجاه النظام السوري». وأكد أن «هذه الزيارات ربما كان من الممكن أن ينظر إليها بشكل مختلف بسبب السياق السياسي الدقيق الذي جرت فيه». وقال إن «عدم وجود اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل يجعل مثل هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر السياسية».
وأضاف أن أطرافاً في السويداء لم تكن راضية عن الزيارة، وأنهم حذروا من استغلالها لأهداف سياسية قد تضر بمصالح الطائفة وسوريا. وتابع: «لقد طلبنا من الوفد الدرزي التمهل لعدم وجود علاقات مع إسرائيل».
وقال مصدر درزي إن الزيارة لقيت «معارضة شديدة» داخل المجتمع السوري.