تمكين مقدمي الرعاية لتحسين جودة الحياة في تنمية الطفولة

ميرا الكعبي
ميرا الكعبي

أكدت الدكتورة ميرا الكعبي، رئيس فريق الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة، أن رؤية الأكاديمية تركز على تمكين مقدمي الرعاية بأفضل المهارات والممارسات العالمية في تنمية الطفولة من خلال برامج متخصصة وملائمة لاحتياجات المجتمع.

ويأتي ذلك من منطلق إدراك أهمية الطفولة باعتبارها حجر الأساس لبناء مواطنين فاعلين وأجيال فخورة بلغتنا وهويتنا، حيث تأسست الأكاديمية في عام 2023 بموجب القانون رقم 11 لعام 2023، لتنمية قدرات العاملين ومُقدّمي الرعاية في مجال الطفولة، مع التركيز على اللغة العربية والهوية الوطنية وتعزيزهما.

13 ألف طلب

وأكدت الكعبي في تصريح لـ«البيان» أن الأكاديمية منذ انطلاقتها شهدت إقبالاً لافتاً للالتحاق ببرنامج الدبلوم المهني لتنمية الطفولة المعتمد من المركز الوطني للمؤهلات، حيث يشمل منحة دراسية كاملة والعديد من المزايا لجميع الطلبة، وسجل في البرنامج أكثر من 13000 طلب التحاق خلال أول عامين، ما يؤكد نجاح جهود هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في تعزيز وعي المجتمع بأهمية تنمية الطفولة، وضرورة ترسيخ منظومة متكاملة لرعايتها، وبلغ عدد المنتسبين الإجمالي 200 طالب، ممن يحملون مؤهلات علمية متميزة.

وأوضحت الكعبي أن الأكاديمية تعمل على توفير برامج دراسية وتدريبية وبرامج التعليم المستمر المرتبطة بشؤون تنمية الطفولة ورعايتها، وكذلك ضمان تأهيل الطلبة في هذه المجالات عبر تهيئة بيئة أكاديمية وتدريبية تتيح لهم تطوير معارفهم ومهاراتهم.

وقالت في سياق متصل «نتطلع على المدى البعيد إلى سدّ الثغرات في المشهد الحالي للقطاع من خلال كوادر متميزة وخبرات محلية، وتطوير وظائف جديدة في مجال تنمية الطفولة، ومواصلة تفعيل شراكات هادفة مع الجهات المعنية، بما يسهم في تقديم نموذج رائد محلياً وعالمياً».

خطوات

وحول الخطوات التعليمية والعملية التي يمر بها المنتسبون، قالت الكعبي إنه يتم اختيار المرشحين للالتحاق بالأكاديمية عبر سلسلة من المقابلات والتقييمات الدقيقة لضمان اختيار أفضل الكفاءات للانضمام إلى برنامج الدبلوم المهني المعتمد لتنمية الطفولة، ويتألف البرنامج من 20 وحدة دراسية تتوزع على أربعة برامج هي «أنمو»، «لأتعلم»، «لأستطيع»، «فأفتخر»، ويستمر كل منها لمدة ثلاثة أشهر.

ويشمل خبرات نظرية وعملية، ويلي ذلك فترة تدريب ميداني لمدة 6 أشهر في مؤسسات شريكة للأكاديمية مثل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ودائرة التعليم والمعرفة، وهيئة الرعاية الأسرية، ما يتيح للطلبة تعزيز خبراتهم وصقل مهاراتهم عبر تطبيق المعارف التي اكتسبوها بشكل عملي.

وأوضحت أن الأكاديمية تقدم مجموعة من الدورات التدريبية القصيرة، خصيصاً لتلبية احتياجات مقدمي الرعاية الذين يعملون بدوام كامل، مثل برنامج تطوير مهارات المعلمات، وبرنامج الزيارات المنزلية، وبرنامج تطوير مهارات العمالة المنزلية، وشهادة المستوى الثاني في تنمية الأطفال والعناية بهم المعتمدة من منظمة NFCE.

وحول حاجة سوق العمل لمختصين في مجال تنمية الطفولة، أشارت إلى أن الوعي المتزايد في المجتمع حول أهمية الطفولة كفترة حاسمة لزرع القيم وتطوير المهارات والاستعداد للمستقبل يعزز الطلب على متخصصين مؤهلين لتولي هذه المسؤولية في المؤسسات التعليمية والمنظمات والهيئات الحكومية، وتقديم رعاية عالية المستوى، وبخاصة في ظلّ المشهد المتغير للقطاع.

خطط

وحول الخطط المستقبلية التي تعمل عليها الأكاديمية، أكدت الكعبي أن الأكاديمية تواصل استكشاف فرص التعاون والشراكات مع مختلف المؤسسات والجهات المعنية محلياً وعالمياً بهدف تعزيز الوعي بأهمية تنمية الطفولة كأولوية اجتماعية وتطوير مبادرات نوعية، وقالت «سنعمل على توسيع نطاق الدورات الأكاديمية القصيرة، بالإضافة إلى إدراج المزيد من الشهادات التخصصية، لتلبية تطلعات أكبر عدد من المنتسبين وتأهيلهم لتلبية مختلف احتياجات المجتمع. ومن المقرر كذلك إطلاق مركز للابتكار ضمن الأكاديمية لتفعيل المزيد من المبادرات وابتكار أفضل الممارسات القائمة على الدراسات والأبحاث».