عززت الخدمة الوطنية والاحتياطية في دولة الإمارات مجموعة من القيم المستوحاة من قيم وعادات المجتمع الإماراتي ليتم ترسيخها في نفوس المجندين وأفراد الاحتياط لتصبح ثقافة سائدة بين جميع أفراد المجتمع، بما يسهم في بناء شخصية الشباب المواطن وتعمق مفاهيم المواطنة الصالحة لديهم، وضمان التأثير الإيجابي على سلوكياتهم تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم، وتنمية وتعميق روح الولاء والانتماء للوطن.
10 أعوام
مرت 10 سنوات على إطلاق الخدمة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة وصدور قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية، الذي صدر في 28 مايو 2014.
ويعود تاريخ الخدمة الوطنية والاحتياطية إلى 12 مايو 1980، حيث تم دراسة إصدار قانون الخدمة الإجبارية في الدولة، وفي يوليو 1980 طلبت حكومة الإمارات التريث في دراسة تطبيق القانون، وذلك لحاجتها للكوادر الوطنية في مختلف القطاعات، وفي يناير 1990 تم تكليف المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ، رحمه الله، بطرح الخدمة الإلزامية على المجلس الأعلى الاتحادي ثم ارتأت حكومة الإمارات التريث إلى إشعار آخر، وفي أغسطس 1990 برز مؤشر الولاء المطلق في الدولة عندما أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن الحملة التطوعية للمشاركة في تحرير دولة الكويت، وبعدها في عام 2008 تم إعادة دراسة مشروع الخدمة الإلزامية وتشكيل لجنة من القوات المسلحة لزيارة عدد من الدول التي تطبق قانون الخدمة العسكرية للتعرف على أساليب تطبيق المشروع والاستفادة من الخبرات وبناء عليه تم وضع خطة شاملة لتطبيق القانون وتقييم هذه الخدمة ووضع الشروط وتجهيز الكوادر، وفي فبراير عام 2014، تم تشكيل لجنة التوجيه الرئيسية برئاسة اللواء ركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، نائب رئيس أركان القوات المسلحة لدراسة تطبيق الخدمة الوطنية والاحتياطية والإعداد لاستقبال دفعات الخدمة الوطنية.
وخلال عام 2014 تم إصدار قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية، وإنشاء هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية وانطلاق برنامج الخدمة الوطنية والتحاق الدفعة الأولى.
أول دفعة
وبمجرد الإعلان عن التسجيل للدفعة الأولى بادر شباب الإمارات إلى تلبية نداء الوطن وتأدية واجب الخدمة الوطنية وشهدت مراكز التسجيل آنذاك إقبالاً كبيراً ـ يترجم الشعور بالفخر والاعتزاز، وتحمل المسؤولية من أجل رفعة وعزة دولة الإمارات، باعتبار أن الخدمة الوطنية مسؤولية وطنية تشكل مكوناً أساسياً من مكونات المواطنة، ويعد 30 أغسطس 2014 يوماً تاريخياً في الإمارات، حيث التحقت أول دفعة من المواطنين، والمواطنات بالخدمة الوطنية والاحتياطية لأداء الواجب المقدس، وضرب أبناء الوطن، من الذكور والإناث، أروع الأمثال في حب الوطن والاستعداد لتلبية ندائه.
وحرصت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية على تطوير البرنامج التدريبي استراتيجياً، وتنمية الروح الوطنية للمنتسبين، وإعادة بناء وتطوير شخصية الشباب المواطن، من أجل خلق جيل جديد يمتلك المقومات القيادية ويمتلك الثقة بنفسه ويعتز بجذوره التاريخية العريقة، تحقيقاً لرؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وشكلت الخدمة الوطنية حافزاً لتعزيز الولاء والانتماء، وتنمية الكفاءات الوطنية في جميع القطاعات، وتحقيق جاهزية مستدامة لمواجهة التحديات، وإعداد أجيال متمكنة ومستعدة للدفاع عن الوطن في أي وقت، وذلك بفضل رؤية القيادة الرشيدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبفعل رؤية سموه الحكيمة، تعيش الإمارات اليوم أبهى عصور مجدها وتسير بخطى ثابتة بكل ثقة لتكون الأفضل، وترسخ مكانتها على أعلى القمم وفي طليعة أكثر دول العالم تطوراً وتقدماً، وهذا ما تترجمه الإنجازات النوعية الرائدة والمكتسبات المتسارعة التي حققتها مسيرة الإمارات التنموية ولا تزال، محصنة بعزيمة أبنائها واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن وحماية نهضته وتنميته الشاملة، وهو ما يعبر عنه الجميع من خلال أداء الواجب المشرف في الميادين كافة.
نهج وطني
يعكس النهج الوطني الذي تربى عليه أبناء الإمارات قيم الإخلاص والوفاء والولاء والالتفاف حول القيادة، إذ اثبت أبناء الوطن إخلاصهم اللامحدود لوطنهم، وولائهم المطلق لقيادتهم الرشيدة، ففي كل مناسبة يؤكدون حرصهم الراسخ ليكونوا شركاء في مسيرة المجد والتفوق والريادة التي تحلق بمكانة الدولة وتنافسيتها نحو أعلى القمم.
القيادة الرشيدة كسبت رهانها على الشباب الإماراتي عندما وضعت ثقتها بهم وآمنت بقدراتهم، وكانوا على قدر هذه الثقة الكبيرة وأثبتوا أنفسهم في ميادين الخدمة الوطنية وخاضوا غمار هذه التجربة الوطنية بروح معنوية عالية وبفخر واعتزاز كونها شرفاً عظيماً وفرصة حقيقية للتعلم واكتساب الخبرات.