13 توصية لتعزيز الاهتمام بـ«العربية»

محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن

اختتمت جامعة الوصل بدبي المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية بكلية الآداب، الذي اختتم فعالياته بـ13 توصية، واستمر لمدة يومين بنظام المؤتمرات الهجين تحت شعار «المعجميّة العربيّة والدراسات البينيّة». وأكد المشاركون في المؤتمر أهمية دعم المجامع العلمية في دورها الرائد باتباع تخطيط لغوي سليم نحو إصلاح بنية اللغة وبناء المعجمات العربية الحديثة، مع الحفاظ على التنوع اللغوي والثقافي وفق سياسة لغوية محكمة، واستثمار الدراسات والمشاريع العلمية التي تنهض بالمعجمية، وتساير المنجزات العلمية العالمية.

الذكاء الاصطناعي

وأوصى الخبراء والمختصون بضرورة تجسيد التخطيط اللغوي عبر وضع استراتيجيات متكاملة لجوانب السياسة اللغوية وسن سياسة تربوية مبنية على استراتيجية عربية تحدد فيها وسائل العمل ومتطلباته، بقصد إحداث تغييرات في النشاط اللغوي، إلى جانب تعزيز التعاون بين المتخصصين في اللغويات وخبراء الحوسبة والذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات تعتمد على معالجة اللغة الطبيعية، وتحسين أدوات التحليل اللغوي.

وحملت التوصيات أيضاً إنشاء قواعد بيانات لغوية متكاملة عبر بناء منصات، وقواعد بيانات لغوية تجمع بين المعلومات اللغوية، والمعجمية، وتعزز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وضرورة التركيز على إنشاء معجمات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتتضمن التطورات اللغوية والاستخدامات الجديدة للغة في السياقات المختلفة، مثل الإعلام والشبكات الاجتماعية.

كما حث المشاركون على تشجيع البحث العلمي في اللسانيات الحاسوبية المطبقة على اللغة العربية، مع ضرورة وضع خطط منهجية موحدة لمواجهة التحديات التي تواجه الصناعة المعجمية العربية الحاسوبية، وضرورة اهتمام القائمين على الصناعة المعجمية الحديثة بالعربية الفصحى المعاصرة والمصطلحات العلمية الجديدة، التي تعكس اهتمامات المتكلمين بلغة الضاد.

7 جلسات

وأكدوا خلال المؤتمر الذي اشتمل على 7 جلسات، أهمية العمل على تعزيز قدرة الأدوات الرقمية، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في سبيل تطوير المعجمات، وتحسين آلية التفاعل مع النماذج والتعبيرات المجازية للغة العربية، وضرورة تفعيل دور الشراكات العالمية في بناء وتطوير وتحسين المعجمات اللغوية وفقاً للمواصفات العالمية المتوافقة، مع مراعاة خصوصية العربية، واستثمار الأدوات الحاسوبية للمعجمية العربية، في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، من الترجمة الفورية الصوتيّة، وتفعيل الأوامر الصوتيّة.

واقترحوا إنشاء مراكز بحثية متخصصة في المعجمية العربية والدراسات البينية، والإفادة من فروع اللسانيات الحديثة، وعلم الدلالة في فهم تطور دلالات الألفاظ، وتوجيه اهتمامات الباحثين إلى الدراسات التي تتناول جهود مجامع اللغة العربية في منجزاتها المعجمية واللغوية.

وفي ختام المؤتمر أكد الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن، مدير الجامعة الرئيس العام للمؤتمر، أهمية المؤتمر الذي يتناول المعجمية والدراسات البينيّة التي أضحت حقيقة واقعة تهدف نحو الشمولية الفكرية والتكامل المعرفي، مشيراً إلى أن المؤتمر يهدف إلى وضع استراتيجية لتشخيص واقع المعجمية العربية والدراسات البينيّة في ضوء المتغيرات التي يشهدها عالم المعرفة، والوقوف على التحديات التي تواجهها، والبحث عن سبل ناجعة لجعل المعجم العربي يواكب سيرورة المجتمع اللغويّ العربيّ.

بدوره تناول الدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أهمية المعجمات العربية، وتاريخ نشأة المعجمات وتطورها، موضحاً أن فكرة إنشاء المعجم التاريخي للغة العربية كان بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي اكتمل في 127 مجلداً، وتم إطلاقه في معرض الشارقة للكتاب هذا العام.