أكاديميون ومختصون لـ«البيان»: الجامعات المحرك الأول للابتكار

تشارك دولة الإمارات العالم بعد غدٍ الاحتفاء باليوم العالمي للابتكار والإبداع الذي أقرته الأمم المتحدة في 21 أبريل من كل عام لإذكاء الوعي بدور الإبداع والابتكار في جميع مناحي التنمية البشرية.

وبينما تتجه الأنظار نحو القطاعات الصناعية والتكنولوجية، تبقى الجامعات المحرك الأول للابتكار، إذ تحتضن العقول الشابة، وتصنع رواد المستقبل، وهو ما أكده عدد من الأكاديميين الذين شددوا على أهمية احتفاء الجامعات بهذا اليوم لكونه يلعب دوراً محورياً في صناعة بيئة محفزة للإبداع.

وقالوا لـ«البيان»: إن مشاركة الجامعات الاحتفاء بهذا اليوم، ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة تواكب متطلبات العصر، ففي زمن يتسارع فيه التغيير، يصبح الإبداع مهارة حياتية، والابتكار طريق للبقاء والتفوق.

استثمار أكاديمي

منصور العور
منصور العور

وقال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، إن احتفاء دولة الإمارات باليوم العالمي للابتكار والإبداع يعكس رؤيتها الراسخة في ترسيخ ثقافة التجديد كركيزة رئيسية للتنمية الشاملة والمستدامة.

وفي هذا السياق، تؤمن جامعة حمدان بن محمد الذكية بأن الإبداع ليس خياراً، بل ضرورة حتمية تفرضها متغيرات العصر وتسارع التحولات الرقمية.

وأضاف أن الجامعات اليوم لم تعد مجرد منابر تعليم، بل أصبحت مختبرات حيوية لصناعة المستقبل، ومنصات تمكّن العقول الشابة من تحويل أفكارها إلى حلول مبتكرة.

ومن هذا المنطلق، نحرص في الجامعة على بناء بيئة تعليمية تفاعلية ومرنة، تقوم على التعلم الذكي والبحث التطبيقي، وتحفّز الطلبة على الابتكار في كل ما يقدمونه من مشاريع ومبادرات.

وأكد أن الاستثمار في الإبداع الأكاديمي هو استثمار في بناء أجيال قادرة على قيادة التغيير، وتسخير المعرفة لصناعة عالم أفضل، ونجدد التزامنا في جامعة حمدان بن محمد الذكية بمواصلة دورنا كمحرك وطني ودولي للابتكار التربوي والمعرفي، بالتكامل مع طموحات الإمارات في أن تكون مركزاً عالمياً للابتكار.

أسلوب تفكير

محمد عبدالرحمن
محمد عبدالرحمن

من ناحيته، أوضح الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن، مدير جامعة الوصل بدبي، أن تخصيص مساحة للأنشطة الإبداعية داخل الحرم الجامعي، وربطها باليوم العالمي للإبداع، يخلق حالة من الوعي الجماعي لدى الطلبة، بأن الابتكار ليس حكراً على العلماء والمخترعين، بل هو أسلوب تفكير يمكن أن يبدأ من أي تخصص، وأي مستوى أكاديمي.

جسور علمية

عبدالله الزرعوني
عبدالله الزرعوني

بدوره، قال الدكتور عبدالله إسماعيل الزرعوني، أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، إن الجامعات مطالبة اليوم بأن تتحول من مؤسسات تعليمية تقليدية إلى منصات لصناعة الحلول.

مؤكداً أهمية المعارض التي تقيمها الجامعات للمشاريع الطلابية، وورش العمل في مجال ابتكار الحلول المجتمعية. وشدد على ضرورة إشراك القطاع الخاص في هذه الفعاليات، لتكون جسوراً عملية بين الأفكار والتمويل والتنفيذ، مشيراً إلى أن الإبداع لا يعلم فقط، بل يمارس، وهنا يأتي دور الجامعات في تهيئة بيئة فكرية ومادية تمكن الطالب من الإبداع.

تعزيز الوعي

ديمة القوادري
ديمة القوادري

وترى الدكتورة ديمة القوادري، أستاذ مساعد في كلية المنسوجات والتصميم الداخلي بجامعة هيريوت - وات دبي، أن تسليط الضوء على هذا اليوم يعزز الوعى الطلابي والمجتمعي بأهمية الإبداع وتشجيع الابتكار في الجوانب والمجالات المختلفة مما يدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي بالدولة.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات أخذت على عاتقها مسؤولية إعداد جيل جديد من المبتكرين في شتى المجالات وقامت بإطلاق العديد من المبادرات لتحقيق هذا الهدف وتنفيذ استراتيجيات وبرامج لبناء اقتصاد معرفي قائم على الإبداع والابتكار وقدمت أوجه الدعم للمؤسسات التعليمية لتحقيق هذا الهدف ودمج مفهوم الابتكار والإبداع في البرامج التعليمية.

وقالت إن الإمارات أطلقت الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية عام 2021، بهدف النهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعزيز حجمه وإمكانياته، ليكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، وزيادة نسبة مساهمته لتصل إلى 5 % من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2031، وذلك بغرض مضاعفة عدد الشركات الإبداعية في مجالات التصميم والمحتوى.

وأضافت أنه مع الثورة التكنولوجية التي نشهدها حالياً أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ضرورة وليس رفاهية وأصبح من المهم استخدامها في القطاعات المختلفة لتحقيق الاستفادة القصوى وتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف وتحقيق المكاسب الاقتصادية عبر أتمتة الكثير من العمليات التشغيلية الروتينية، مما يقلل الوقت والجهد الذي يمكن استغلاله لمزيد من الابتكار.

منتج وطني

أحمد المجان
أحمد المجان

من جهته قال المخترع الإماراتي أحمد المجان، رئيس جمعية المخترعين الإماراتية، إن الإبداع والاختراع نواة لفكرة تنطلق من حاجة شخص أو مجتمع إليهما.

مشيراً إلى أن الجمعية تسعى لتحقيق رؤية واضحة لمستقبل الاختراع المحلي كمنتج وطني قابل للتصنيع والتصدير بأياد إماراتية، وتمكين الشباب من وسائل الدعم والتمويل لإحداث نهضة ابتكارية تبدأ من الأسرة، وتنطلق من المدرسة، وتمتد إلى المؤسسات التعليمية والحكومية والخاصة لتصبح ثقافة مجتمعية.

منصور العور:

ترسيخ ثقافة التجديد كركيزة رئيسية للتنمية الشاملة والمستدامة

محمد عبدالرحمن:

الابتكار أسلوب تفكير يمكن أن يبدأ من أي مستوى أكاديمي

عبدالله الزرعوني:

دور مهم للجامعات في تهيئة بيئة فكرية تمكن الطالب من الإبداع

ديمة القوادري:

الإمارات أخذت على عاتقها مسؤولية إعداد جيل جديد من المبتكرين

أحمد المجان:

الإبداع والاختراع نواة لفكرة تنطلق من حاجة شخص أو مجتمع إليهما