ترتبط دولة الإمارات وجمهورية إيطاليا بعلاقات متميزة ومتينة تمتد لعدة عقود، تغطي مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية.
وتستند هذه العلاقات إلى التعاون المشترك والمصالح المتبادلة بين البلدين، ما يعزز الروابط الثنائية ويدفعها نحو مزيد من النمو والتطور، وتقوم هذه العلاقات على أسس متينة من الرؤى والمصالح المشتركة بين البلدين.
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإيطاليا إلى عام 1971، وشهدت منذ ذلك الحين نمواً مستمراً في مختلف المجالات، إذ افتتحت الإمارات سفارتها في روما عام 1981، بينما افتتحت إيطاليا سفارتها في أبوظبي عام 1979، ما أسس لشراكة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
زيارات متبادلة
وتمثل الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة دفعة مهمة لعلاقات الصداقة والتعاون الإماراتية-الإيطالية في المجالات المختلفة، وفي مقدمتها المجالان السياسي والاقتصادي، ما يعكس حرص البلدين على تطوير علاقات التعاون وتطلعهما إلى مزيد من الشراكات الثنائية التي تلبي طموحات قيادتَي البلدين وتستفيد من الفرص والمقومات المتاحة لتعميق الروابط الاستراتيجية وتوسيعها.
علاقات اقتصادية
ويحرص البلدان على توثيق علاقات الصداقة والتعاون بينهما، في شتى المجالات، وتعد إيطاليا من الشركاء التجاريين الرئيسيين لدولة الإمارات في أوروبا، حيث يشهد التبادل التجاري بين البلدين نمواً مستمراً. وتتركز العلاقات الاقتصادية في مجالات مثل الطاقة، والبنية التحتية، والصناعات التحويلية، والابتكار.
وتحتضن الإمارات العديد من الشركات الإيطالية التي تعمل في قطاعات متعددة، مثل الأزياء، والمجوهرات، والأغذية، والتكنولوجيا. كما تسهم الاستثمارات الإماراتية في إيطاليا في تعزيز التعاون الاقتصادي، وخاصة في مجالات العقارات، والسياحة، والقطاع المالي، ووصل حجم التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 14.1 مليار دولار خلال عام 2024 بزيادة 21.2% مقارنة بعام 2023، ومن خلال تعزيز العمل المشترك ستستمر الزيادة في التبادل التجاري بين البلدين، وخلال العام 2023، بلغ عدد الزيارات الرسمية التي قام بها أعضاء في الحكومة الإيطالية إلى دولة الإمارات 17 زيارة، كما ارتفعت قيمة الصادرات الإيطالية إلى الإمارات إلى 6.6 مليارات يورو، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية الثنائية.
كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، 8 مليارات يورو، تمثل الصادرات الإيطالية منها نحو 6.6 مليارات يورو. ويبلغ عدد الشركات الإيطالية التي تعمل في دولة الإمارات 600 شركة، تلعب دوراً إيجابياً فاعلاً في تعزيز المناخ الاستثماري والشراكات الاستراتيجية.
كما تعد الإمارات سوقاً رئيسياً للصادرات الغذائية الإيطالية، حيث سجلت نمواً بنسبة 6% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، ليصل إجمالي قيمتها إلى 344 مليون يورو.
وتتمتع الشركات الإيطالية بحضور قوي في الإمارات، عبر توفيرها أحدث التقنيات التي تعزز الابتكار في الدولة، وتواصل توسعها في الدولة من خلال تعزيز أطر التعاون مع الشركات الإماراتية لتقديم حلول تركز على الابتكار والاستدامة في الصناعات المختلفة، وتشكل التكنولوجيا جزءاً كبيراً من صادرات إيطاليا إلى الإمارات. وتعد إيطاليا شريكاً تجارياً كبيراً لقطاع الطاقة الانتقالية والتكنولوجيا في الإمارات التي تتمتع بإمكانات استثنائية تسهم في تعزيز التعاون في الصناعات التي تركز على الابتكار في مجال الطاقة.
الطاقة والاستدامة
ويعد قطاع الطاقة من أبرز مجالات التعاون بين الإمارات وإيطاليا، حيث تعمل الشركات الإيطالية مع نظيراتها الإماراتية في مشاريع الطاقة المتجددة والنفط والغاز.
كما يركز التعاون بين البلدين على تبادل الخبرات في مجال الاستدامة والاقتصاد الأخضر، وهو ما ينسجم مع رؤية الإمارات لتحقيق التنمية المستدامة.
أهداف مشتركة
وتربط الإمارات وإيطاليا علاقات دبلوماسية قوية قائمة على الاحترام المتبادل والتنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية. وتحرص الدولتان على تعزيز التعاون السياسي من خلال الزيارات الرسمية، واللقاءات الثنائية، والاتفاقيات المشتركة التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. كما تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا أهداف مشتركة، تشمل تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز النمو الاقتصادي، والتعاون مع المجتمع الدولي، إضافة إلى ترسيخ مبادئ السلام والتسامح والأخوة الإنسانية والتعايش المشترك والانفتاح على الحوار.
وتتيح هذه الشراكة الاستراتيجية لكلا البلدين فرصة توحيد الجهود لتوسيع وتعميق التعاون في المجالات ذات الأولوية المشتركة، مثل العلاقات السياسية والدبلوماسية والدولية، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والاستثمار المباشر، والشراكات بين القطاعات. كما يشمل التعاون مجالات حيوية، منها الرعاية الصحية، والتنمية المستدامة، والأمن الغذائي والمائي، والصناعة، والتكنولوجيا المتقدمة، والدفاع، ومواجهة التغير المناخي، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة، وأمن الطاقة، إضافة إلى التعليم، والثقافة، والتبادل الشعبي، والرياضة، وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
تعاون ثقافي وتعليمي
وتحرص الإمارات وإيطاليا على تعزيز الروابط الثقافية من خلال التبادل الفني والثقافي، حيث تُقام معارض فنية وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على التراث والتقاليد لكلا البلدين. كما يشهد قطاع التعليم تعاوناً متزايداً، حيث توفر الجامعات والمؤسسات التعليمية الإيطالية فرصاً للطلاب الإماراتيين للدراسة في مجالات متعددة، مثل الهندسة، والفنون، والطب.
وتتميز العلاقات الإماراتية الإيطالية بتطور مستمر في مختلف المجالات، ما يعكس حرص البلدين على تعميق التعاون المشترك وتعزيز المصالح المتبادلة.