الإمارات وروسيا.. نموذج رائد للعلاقات

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية بعلاقات استراتيجية قوية وراسخة ومتطورة، وتجمعهما شراكة استراتيجية مثمرة، وتحرص قيادتا البلدين الصديقين على الارتقاء بهذه العلاقات نحو آفاق أرحب من أجل مستقبل مزدهر ومستدام للبلدين وشعبيهما الصديقين، وتعزيز عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية الراسخة التي تجمع بين البلدين الصديقين، وتستند إلى إرث زاخر بالتعاون البناء والمثمر.

وشهد مسار العلاقات الإماراتية - الروسية نقلة نوعية مع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في العام 2018، كما تطورت أوجه التعاون الإماراتي الروسي في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك في ظل رعاية واهتمام من قيادتي البلدين الصديقين.

علاقات ثنائية

وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية آنذاك) والإمارات العربية المتحدة على الفور تقريباً بعد إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1971.

وتنظر روسيا إلى دولة الإمارات بوصفها شريكاً ودوداً وموثوقاً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ويعتبر التفاعل السياسي الروسي الإماراتي أحد العناصر المهمة للحفاظ على السلام والأمن على الساحة الدولية والمنطقة العربية، بما في ذلك منطقة الخليج العربي، كما تتبنى الدولتان مواقف متقاربة بشأن مجموعة واسعة من القضايا على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، وتلتزم الدولتان بنظام عالمي قائم على المبادئ المتعددة الأطراف، والرغبة في التسوية السياسية والدبلوماسية لحالات النزاع، ودعم الحوار والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة، واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي ونبذ التطرف والإرهاب، والمحافظة على حوار سياسي مستقر وموثوق، تدعمه مجالات تعاون متعددة الأوجه على أعلى المستويات.

مصالح مشتركة

وتشكل العلاقات الإماراتية الروسية نموذجاً متميزاً وفريداً على مستوى العلاقات الدولية، مدفوعاً بالرغبة المشتركة للقيادة الرشيدة في البلدين لتنمية شراكتهما بصورة مستدامة، إذ يتشارك البلدان إمكانات تنموية واسعة وآفاقاً إيجابية تقوم على أسس تاريخية راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتوطدت روابط البلدين على مدار أكثر من خمسة عقود، وواصلت ازدهارها وتكللت بشراكة استراتيجية قوية تجمع البلدين، تشمل كافة مجالات التعاون والتنمية والمصالح المشتركة، ولا سيما في الجانب الاقتصادي الذي يشهد تقدماً سريعاً في مختلف المجالات، وخاصة مجالات الاقتصاد الجديد، كالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والابتكار والاقتصاد الدائري ومختلف القطاعات الاقتصادية الجديدة، إلى جانب مختلف القطاعات الحيوية، والعمل على رفع مستويات التعاون والتكامل الاقتصادي وفق رؤية واضحة ومسارات جديدة تخدم التطلعات التنموية للبلدين.

شريك اقتصادي

وتعد روسيا الاتحادية أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين لدولة الإمارات، حيث تجمع البلدين شراكة استراتيجية شاملة في المجالات كافة، وحقق التعاون الاقتصادي بين البلدين قفزات مهمة في حجمه وتنوعه خلال السنوات الماضية في العديد من القطاعات الحيوية، مثل الطاقة المتجددة والفضاء والتكنولوجيا الحديثة والثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن المشاريع والاستثمارات الناجحة لشركات البلدين في مجالات العقارات والصناعة والأمن الغذائي والبنية التحتية والبتروكيميائيات والموانئ والطيران.

وتحرص قيادتا البلدين على توسيع آفاق التعاون المشترك بينهما في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، وحرصهما على تعزيز أوجه العلاقات بين البلدين وإمكانيات تنميتها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بينهما، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

استثمارات

وتعد دولة الإمارات الوجهة الأولى عربياً للاستثمارات الروسية، وتستحوذ على 90 % من إجمالي استثمارات روسيا في الدول العربية، وفي المقابل، فإن الإمارات هي أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80 % من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، كما تعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، وتستأثر بنسبة 55 % من إجمالي التجارة الروسية الخليجية، وتصنف الإمارات ضمن أهم الدول العربية في التجارة الروسية، حيث تأتي في المرتبة الثانية، وبلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وروسيا الاتحادية خلال النصف الأول من عام 2021 نحو ملياري دولار، محققاً نمواً بنسبة تتجاوز 80 % مقارنة مع النصف الأول من عام 2020، في حين بلغت قيمة التبادلات التجارية غير النفطية خلال عام 2020 نحو 2.6 مليار دولار.