في السميح حطّ التاريخ رحاله.. وأناخ مثقل نوقه.. فيما تبسم المجد ملء محياه.. هو الحلم إذاً يُشاد بناؤه وتُرسى دعائمه وتتكامل أركانه في لقاء «عرقوب السديرة»، الذي وحد القلوب والعقول معاً، كما الجغرافيا.. وغير المسارات وفتح الباب على مصراعيه أمام باهر المستقبل المأمول.
زايد وراشد «العود جنب العود».. قائدان ملهمان مضيا إلى شرف مروم وما قنعا بما دون النجوم.. اخترقت ثاقب رؤيتهما المستقبل وحجبه في رحلة بدأت من الصحراء وبلغت الفضاء ولم تبلغ بعد منتهاها، فلا يزال في الرؤى والعزيمة الكثير مما لا يعرف المستحيل طريقاً إليها في ظل قيادة رشيدة ورثت الطموح والحكمة وشادت شاهق الصروح.
لقد أينع الاتحاد وعبر سنونه الثلاث والخمسين تقدماً وإنجازات، وتفتق حضارة ورفعة وريادة في تلاقٍ مع آمال وتشوّق شعب «مسيره صعود».. فتجسد الحلم واقعاً ينير بهاؤه كل ظلمة: الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة.
تكامل اتحاد الإمارات واستقام عوده «سبعاً يانعات» .. أبوظبي- دبي- الشارقة - عجمان- الفجيرة - أم القيوين - رأس الخيمة، يهدين العالم ثمار الوحدة ويعلمنه دروس تطابق الرؤى وتجسد الأحلام وما يمكنها فعله من معجزات، لقد برهنت تجربة الاتحاد وأي برهان أن الوحدة والتآزر مصدر كل قوة ورفعة وأصل كل فخر.
يداً بيد وعلى قلب رجل كافح الآباء المؤسسون وذللوا المصاعب والشدائد واضعين المستقبل نصب الأعين، آمن زايد وراشد وإخوانهما حكام الإمارات بالاتحاد سبيلاً أوحد للقوة والعزة والمنعة والخير العميم، وأن الفرقة لا تورث إلا ضعفاً، وأن لا مكان للكيانات الهزيلة في عالم اليوم، فأهدوا المنطقة بل والعالم نموذج وحدة ووصفة ارتقاء نحو العلا.
أثبتت تجربة الاتحاد وعلى امتداد عقودها الخمسة طيب ما غرس زايد وراشد وإخوانهما، فها هي الإمارات منارة في كل حقل ومجال في نموذج فريد وغير مسبوق في النهضة والتحضر والازدهار.
تمضي الإمارات نحو مئويتها «رؤية 2071» مؤمنة بالمستقبل، واثقة من سديد الخطى، مطمئنة إلى رصيد حضاري لا يقارع، فيما عبّد زايد وراشد الطريق لكل أمة أرادت إلى المجد سبيلاً وإلى السؤدد مرتقى.