خبير: التشخيص المبكر أسهم في انخفاض وفيات أمراض الرئة بالدولة

جوران نادر
جوران نادر

أكد الدكتور جوران نادر، استشاري أمراض الرئة ومدير قسم طب الرئة التداخلي بمستشفى راشد، أن الإمارات حققت مركزاً متقدماً في توفير بيئة صحية للحياة، مع انخفاض الوفيات بسبب أمراض الرئة، موضحاً أن الأمر يعود إلى التشخيص المبكر وزيادة وعي أخصائيي طب الأسرة، والحملات التوعوية المكثفة التي تطلقها الجهات الحكومية والخاصة في الدولة. وقال الدكتور جوران لـ«البيان»: إن استخدام الدخون والبخور في المنازل يفاقم من أمراض الرئة خاصة إذا كان يستخدم بإفراط كبير، موضحاً أنه يمكن تقنين الأمر تجنباً للإصابة بأمراض الرئة.

وأشار إلى أن تعزيز الوعي العام حول مرض التليف الرئوي سيحسن بشكل كبير من الإنقاذ المبكر للمرضى في بداية الأعراض خاصة في ظل انتشار السجائر الإلكترونية والتدخين بين فئات الشباب من الجنسين، وهو الأمر الذي يجعلهم عرضة لأمراض الرئة بشكل كبير، إضافة إلى تعرض الأطفال للتدخين السلبي الذي يعتبر أشد خطورة من التدخين العادي.

ولفت الدكتور جوران إلى أن أمراض الرئة الخلالية هي مجموعة متنوعة من الاضطرابات التي تسبب ندوباً في النسيج الرئوي، بما يجعله أكثر سماكة وأقل مرونة، وتؤثر هذه الندوب في قدرة الرئتين على استخلاص الأكسجين من الهواء، بما يجعل عملية التنفس الطبيعي بالنسبة للمرضى أكثر صعوبة، ويقود للعديد من المضاعفات الأخرى، ويعتبر التليف الرئوي مجهول السبب أكثر أنواع أمراض الرئة الخلالية شيوعاً، في حين تضم هذه الأمراض أيضاً الساركويد والتهاب القصيبات المسدودة.

ونوه الدكتور جوران بأنه عند إصابة الرئة بالمرض، يقوم الجسم عادة بإصلاح الضرر وشفائها، وإذا تسببت الإصابة بحدوث مرض الرئة الخلالي، تتوقف عملية الاستشفاء الذاتي بمرور الوقت، بما يقود لظهور ندوب في نسيج الرئة، وزيادة سماكته وقلة مرونته، لتعجز الرئة عن الانقباض والتوسع بشكل طبيعي أثناء التنفس، ويجعل ذلك من عملية استخلاص الأكسجين من الهواء وطرح ثاني أكسيد الكربون أكثر صعوبة.

وأشار أيضاً إلى أن التدخل العلاجي المبكر يعمل على إبطاء تدهور وظائف الرئة بمرور الوقت، لاسيما وأن مرض الرئة الخلالي يتدهور بطبيعته بشكل تدريجي، ويمكن للتشخيص المبكر أن يضمن تلقي العلاج في الوقت المناسب لإبطاء تقدم المرض وتحسين النتائج العلاجية.

وحول طرق الوقاية والعلاج أكد الدكتور أن المرضى في البداية يحتاجون إلى الإرشاد للبدء بعلاج غير دوائي، ويشتمل ذلك على تغييرات تساعدهم في عيش حياة أكثر صحة وإبطاء تقدم مرض الرئة الخلالي، ومن بين هذه التغييرات الإقلاع عن التدخين والتعرف على مسببات الحساسية لديهم لتجنبها، وبالنسبة للمصابين بمرض الرئة الخلالي، يساعدهم العلاج بالأكسجين على التنفس، كما يمكن مساعدتهم من خلال ممارسة الرياضة، وتحسين جودة نومهم، وتقليل ضغط دمهم، ووقايتهم من مضاعفات أخرى بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.