حذرت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية من مخاطر التدخين السلبي أو ما يعرف بـ«التدخين الثالث» على الصحة العامة، لا سيما عند الأطفال، مؤكدة أنه يؤثر على الأجنة عن طريق استنشاق الأم لرائحة التدخين بأنواعه، وذلك في ظل انتشار العادات الاجتماعية غير الصحية المتمثلة في التدخين بشكل عام والتدخين داخل الأماكن المغلقة بشكل خاص.
وأكدت المؤسسة لـ«البيان» أن التدخين السلبي يشير إلى استنشاق الدخان المنبعث من احتراق منتجات التبغ، في حين يرتبط التدخين الثالث بالملوثات الناتجة عن دخان التبغ والتي تستقر على الأسطح والملابس وتبقى لفترات طويلة، وأن آثار التدخين السلبي والثالث تهدد صحة الأجنّة أيضاً، إذ من الممكن أن تتسبب بنقص في نمو وتطور الجنين داخل الرحم، وتأخر في نمو الرئتين والدماغ، وزيادة احتمالية الإجهاض أو الولادة المبكرة أو الإصابة بالتشوهات، ومضاعفة خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ للرضع.
وأكد الدكتور نادر فرنسيس، استشاري أمراض الصدر عند الأطفال في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال التابع للمؤسسة، أنّ كلا النوعين يشكلان تهديداً كبيراً على الصحة العقلية والجسدية للأطفال، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض القلبية الوعائية والبدانة والسكري من النمط الثاني، وتفاقم حالات الربو والحساسية، وارتفاع معدلات التهاب الأذن الوسطى، فضلاً عن اضطرابات النوم ومشكلات الصحة النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطراب السلوك.
الإقلاع أولاً
وشدد الدكتور فرنسيس على أهمية الإقلاع عن التدخين في المقام الأول أو تطبيق الإجراءات الوقائية، مثل الامتناع التام عن التدخين داخل المنازل والسيارات، وتبديل الملابس عند الدخول إلى المنزل، ورفع مستوى الوعي بمخاطر التدخين السلبي والثالث من خلال حملات التوعية الموجهة، مشيداً بالتشريعات الإماراتية التي تحظر التدخين في الأماكن المغلقة ومحيط المدارس.
تكثيف جهود
ودعا الدكتور فرنسيس إلى تكثيف الجهود الهادفة إلى مكافحة هذه الظاهرة من خلال تعزيز تطبيق قوانين تنظيم التدخين في الأماكن العامة، وإطلاق برامج تعليمية في المدارس والمجتمعات لتسليط الضوء على مخاطر التدخين السلبي والثالث وتشجيع الأسر على حظر التدخين داخل المنازل، بالإضافة إلى التوسع في الأبحاث العلمية عن أضراره بجميع أشكاله، مشدداً على أن حماية صحة الأطفال تتطلب تضافر الجهود لضمان بيئة آمنة للأجيال المقبلة.
ولفت الدكتور فرنسيس إلى أن الأطفال المعرضين للتدخين السلبي من أمهاتهم، أو من آبائهم، أو أي شخص آخر، يعانون بعد ولادتهم من زيادة خطر الوفاة بسبب متلازمة موت الرضيع المفاجئ مقارنة بالأطفال غير المعرضين له، كما انهم عرضة لانخفاض الوزن عند الولادة إضافة إلى المشكلات التنفسية منها ضعف الرئتين، ما يجعلهم معرضين لخطر أعلى لحدوث مشكلات صحية، بالإضافة لذلك يؤدي التعرض لمستويات عالية من أول أكسيد الكربون الناتج عن التدخين السلبي إلى تفاقم الحساسية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
وأشار أيضاً إلى أن التدخين السلبي يصنف على أنه أكثر أسباب الوفاة شيوعاً بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، ومن أبرزها التهاب الشعب الهوائية، والخناق، والتهاب القصيبات، والالتهاب الرئوي، بالإضافة لأعراض تنفسية أخرى كالسعال، وكثرة البلغم، والصفير، وضيق التنفس، ويؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية؛ إذ يزيد من خطر الإصابة بمرض نقص تروية القلب، والذي بدوره يؤدي للسكتة الدماغية، بالإضافة لذلك يتسبب حدوث خلل أو اضطراب في وظيفة القلب الطبيعية في حدوث خلل في تدفق الدم .