الصناعات الثقيلة قطاع لا يسيطر عليه الرجال

هلا الهاشمي وميثاء شعيب خلال الحديث عن تميز المرأة في قطاع الصناعات الثقيلة
هلا الهاشمي وميثاء شعيب خلال الحديث عن تميز المرأة في قطاع الصناعات الثقيلة

ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى المرأة العالمي ـ دبي 2024، استضافت جلسة «بناء المستقبل: تمكين القيادات النسائية في عالم الصناعات الثقيلة» هلا الهاشمي، المهندسة في إدارة التحول الرقمي بشركة الإمارات العالمية للألمنيوم ورئيسة مجلس الشباب في الشركة، وميثاء محمد شعيب مدير إدارة تنفيذي للاتصال المؤسسي في مجموعة دوكاب، وعلى الرغم من اختلاف التجربة بين هلا وميثاء، إلا أنهما اتفقتا على ضرورة توقف الناس عن ترديد مقولة «قطاع يسيطر عليه الرجال»، إذ قالتا: لم يعد هناك قطاع لم تقتحمه المرأة وتنجح فيه، ونحن مثال حي على ذلك. وأضافتا: إذا كان البعض يصر على تكرار تلك المقولة، فليضف إليها كلمة: «سابقاً».

وتفصيلاً، اتسمت الجلسة التي أدارتها سارة كلداري من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بـ«قوة التأثير» الذي شاركته الضيفتان مع الحضور، وهما تتحدثان بفخر عن تجربتهما الناجحة في قطاع الصناعات الثقيلة، والتي لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة وإيمانها بقدرات شباب الوطن من الجنسين وإفساح المجال أمام طاقاتهم من دون تفرقة بين شاب وفتاة.

الحزم في العمل

وعن التحديات التي واجهتهما وكيفية التغلب عليها، قالت ميثاء شعيب: من المهم لتجاوز تحديات المهنة أن تعرف تفاصيلها، وأتذكر كم كان الأمر صعباً في كل مرة كنت أذهب فيها إلى الشركة، لكني كنت محظوظة بأن أشرفت على تدريبي سيدة أكنّ لها كل احترام وتقدير، ولولاها ما كنت الشخص الذي أنا عليه اليوم، وحالياً أحاول نقل التجربة إلى فرق عملي، والتي من أهم ملامحها أن تتسم المرأة بالصرامة والحزم في العمل، إضافة إلى التوازن بين الواجبات.

وتتفق هلا الهاشمي مع ميثاء في ضرورة أن تكون المرأة العاملة حازمة، لكنها تضيف: مع مرور الوقت تعلمت أن المعرفة المهنية هي سلاحي لتجاوز التحديات مهما كانت، لذا أنتهز كل فرصة ممكنة لمزيد من المعرفة. وهو ما قادني إلى الشغف بـ«الإدارة اللينة»، حيث البحث عن وسائل تمنع الهدر في مراحل التصنيع المختلفة.

وتثمن الهاشمي إيمان القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بقدرات المرأة وإتاحة كل مجالات العمل أمامها، داعية فتيات الوطن إلى دخول مجال الصناعات الثقيلة. وقالت إن 550 امرأة تعمل في شركة الإمارات للألمنيوم، بينهن 195 امرأة في مناصب تشغيلية بعيداً عن المكاتب، ومن بين هذه المهن سائقات شاحنات، فالشركة تؤمن بالمساواة في الفرص بين الجنسين، وهو الأمر الذي يسير جنباً إلى جنب مع توسعاتها التي شملت ثلاث دول هي جمهورية غينيا، ألمانيا، والولايات المتحدة.

برامج تدعم المرأة

وعن برامج دعم المرأة في «الإمارات للألمنيوم»، ذكرت الهاشمي أن الشركة أطلقت برنامج «التحدي» بهدف تسريع وتيرة التنوع بين الجنسين في القطاع الصناعي بالشراكة مع الشركات الصناعية في الدولة، إضافة إلى «شبكة المرأة» وهي منصة تقدم مجموعة من البرامج بهدف تعزيز دور المرأة في الشركة.

ولفتت ميثاء شعيب إلى أهمية مبادرات مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين التي تستهدف استقطاب المزيد من النساء لسوق العمل، لكنها أكدت على ضرورة التعليم الذاتي. ووصفت المهندسة هلا الهاشمي تجربتها كرئيسة لمجلس الشباب في شركة الإمارات للألمنيوم بأنها نقطة تحول، قائلة: كنت شخصاً تقنياً وتخصصياً إلى حد كبير، لكن وجودي في مجلس الشباب بالشركة الذي يعنى بنحو ألفي موظف جعلني أنخرط في أعمال وأنشطة أثرت كثيراً في شخصيتي على المستويين المهني والإنساني.

وتعد المهندسة هلا الهاشمي من شركة الإمارات للألمنيوم وزميلتها ميثاء شعيب من «دوكاب»، ضمن 250 متحدثاً من 65 دولة، تستضيفهم النسخة الثالثة من منتدى المرأة العالمي ـ دبي، الذي ينعقد تحت شعار (قوة التأثير) في مدينة جميرا، ويستمر ليومين.